خبراء بحريون: الحوثيون لا يستطيعون الوصول إلى الكابلات بدون مساعدة إيرانية

تقارير - Friday 09 February 2024 الساعة 11:25 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

أصداء تهديد الحوثيين بتخريب الكابلات البحرية للاتصالات والإنترنت في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما زالت تشغل الإعلام الغربي الذي وجه أسئلته إلى الخبراء البحريين للتأكد من مدى قدرة الحوثيين على ذلك.

>> الحوثيون يتهربون من الرد على بيان مؤسسة الاتصالات بشأن الكابلات البحرية

تهديد الحوثيين باستهداف الكابلات البحرية وإن لم يعلن صراحة عبر قنواتهم الرسمية أو عبر قياداتهم، إلا أنه أُخذ بالاعتبار على نطاق دولي، خاصة بعد التحذير الذي أطلقته المؤسسة اليمنية للاتصالات في الحكومة الشرعية، وبعد أن لمست المجتمعات الغربية النزعة الانتقامية للحوثيين وتهورهم في مهاجمة خطوط الملاحة البحرية بدون اكتراث لنتائج هجماتهم على اليمن والبلدان الأخرى. وقد زعم الحوثيون في ذلك التهديد المبطن أنهم تمكنوا بسهولة من الوصول إلى الخرائط التي توضح التقاء كابلات الاتصالات تحت البحر التي تمر عبر السواحل التي يسيطرون عليها، أثناء مرورها عبر مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه، في أضيق نقطة، 20 ميلاً (32 كم).

>> ثاني مصدر للإيرادات في قبضة الحوثيين.. ماذا تبقى من الحكومة الشرعية؟

ونشرت شبكة BBC البريطانية- النسخة الإنجليزية، الخميس، تقريراً استضافت فيه خبيرين في القوات البحرية الملكية لتحليل قدرة المليشيا الحوثية على الوصول إلى كابلات الإنترنت البحرية، مشيرة إلى أن الحوثيين لن يتورعوا عن تخريب تلك الكابلات في حال تمكنوا من الوصول إليها.

لكن كابلات الألياف، التي تنقل 17% من حركة الإنترنت في العالم، تقع، بحسب التقرير، في قاع البحر على عمق مئات الأمتار، وهو ما يجعلها بعيدة عن متناول الغواصين، حيث يتطلب الوصول إليها غواصات لا يمتلكها الحوثيون.

يقول قائد الغواصة السابق في البحرية الملكية الأدميرال جون جاور، عن المزاعم بأن المليشيا الحوثية تهدد بتخريب الكابلات: "أعتقد أنها خدعة، ما لم يكن هجومًا على محطة". ويضيف: "سيحتاجون إلى حليف يتمتع بالقدرة على ذلك، أي يمتلك غواصة، بالإضافة إلى القدرة على تحديد موقع الكابلات".

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين لديهم هذا الحليف، وهو إيران، حيث بنوا "ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار بمساعدة الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني"، وأنهم على مدى السنوات الثماني الماضية، أطلقوا هذه الصواريخ على السفن الحربية السعودية والإماراتية والإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، ومؤخراً على أي سفينة يشتبهون في أن لها صلات بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.

فهل تستطيع إيران تمكين الحوثيين من قطع الكابلات البحرية؟

يقول القائد السابق في البحرية الملكية توم شارب: "لم أر شيئًا في القدرات الإيرانية (نظام المعركة) يمكنه أن يمس هذه الكابلات، وبالتأكيد ليس غواصاتهم". ويضيف: "الغوص خيار، لكن موقع الكابلات عميق ومزدحم، لذا أعتقد أن التيار سيدفع أي غواص نحو الأعلى". ويتفق شارب مع الأدميرال جاور بأن ذلك التهديد "مجرد خدعة".

وبالنسبة لإيران، فإن تمكين حليف لها من تخريب كابلات الإنترنت العالمية تحت البحر سيكون بمثابة خطوة محفوفة بالمخاطر من جانب طهران، إذ لا ترغب إيران ولا الولايات المتحدة في الدخول في حرب واسعة النطاق مع بعضهما البعض، وقد أوضحتا ذلك.

ويرى الخبيران البريطانيان أن الصراع الحالي بين وكلاء الولايات المتحدة وإيران وحلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط محسوب إلى حد ما، حيث أعطت الولايات المتحدة تحذيرًا لعدة أيام قبل ضرب قواعد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، مما سمح للموظفين الرئيسيين بالإخلاء.

>> إقرار حكومي بالفشل في معركة الاتصالات وانتزاع سيطرة مليشيا الحوثي على الكابلات البحرية

أما قطع كابلات الاتصالات العالمية، فسيكون بمثابة تصعيد كبير قد يؤدي حتى إلى ضربات انتقامية على إيران نفسها.

ويقول إدموند فيتون براون، سفير المملكة المتحدة إلى اليمن من 2015 إلى 2017: "ستشعر إيران بالقلق بشأن توسيع حملة تعطيل الملاحة الدولية" التي تقوم بها مع وكلائها في المنطقة. ويضيف: "قد يلجأ الإيرانيون إلى الخيارات السيبرانية أكثر من تخريب البنية التحتية".

وتخلص شبكة BBC في تقريرها إلى أنه سيكون من الصعب تنفيذ التهديد الذي أطلقه الحوثيون مؤخرًا في قناتهم على التلغرام، وأن ذلك سيكون تحدياً فنياً ومحفوفاً بالمخاطر السياسية بالنسبة لإيران، التي يرى الغرب يدها في جميع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.