صواريخ بحرية و"فرط صوتية".. اليمن كمنصة تجارب لترسانة إيران من الأسلحة

السياسية - Friday 15 March 2024 الساعة 09:14 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

في تصعيد جديد، أعلن زعيم جماعة الحوثي الإرهابية عن توسيع مدى هجمات مليشياته ضد السفن التجارية لتشمل المحيط الهندي وبالاتجاه المحاذي لجنوب إفريقيا، بالتزامن مع مزاعم لجماعته بامتلاكها صاروخا بالتسيا حديثا.

وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب له الخميس، بأن عدد الهجمات التي شنتها مليشياته خلال هذا الأسبوع ضد السفن بالبحر الأحمر وخليج عدن بلغت 12 هجوما بالصواريخ البحرية، وأن 3 عمليات منها وصلت إلى المحيط الهندي.

وفي ختام خطابه، أعلن الحوثي عن منع السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور ولو عبر المحيط الهندي، بالاتجاه المحاذي لجنوب إفريقيا، باتجاه موانئ إسرائيل، متوعداً بتوسيع مدى الهجمات "لتصل إلى مناطق وإلى مواقع لم يتوقعها العدو أبداً"، حد قوله.

إعلان التصعيد من قبل زعيم جماعة الحوثي وتوسيع دائرة الهجمات البحرية، تزامن مع ما نشرته وكالة "نوفوستي" الروسية، نقلا عن مصدر عسكري مقرب من جماعة الحوثي بأن الجماعة نفذت تجربة لصاروخ فرط صوتي (أسرع من الصوت).

ونقلت الوكالة عن المصدر قوله، إن القوة الصاروخية التابعة للحوثيين أجرت التجربة لصاروخ يعمل بوقود صلب، ويبلغ سرعته حوالي 8 ماخ (نحو 10 آلاف كلم في الساعة)، لافتاً إلى أن مليشيات الحوثي قامت بتطوير صواريخها وطائراتها المسيرة لزيادة قوتها، وذلك بعد سلسلة من التجارب استمرت لمدة 3 أشهر.

 المصدر الحوثي كشف للوكالة الروسية عن أن هناك خططًا لإطلاق الإنتاج لهذه الأسلحة للاستخدام في الهجمات على السفن في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، بالإضافة إلى استهداف مواقع في إسرائيل.

وفي حين لا توجد مصادر موثوقة تؤكد صحة هذه المزاعم الحوثية، إلا أن خبراء ومحللين لا يستبعدون أن تكون إيران قد قامت بتزويد الجماعة الحوثية بهذه الأسلحة والصواريخ الحديثة بهدف اختبارها وتجربتها على أرض الواقع.

وكان الحرس الثوري الإيراني قد كشف في الـ6 من يونيو العام الماضي عن صاروخ باليستي فرط صوتي أطلق عليه اسم "فتاح" وذلك بحضور رئيس الجمهورية الإيرانية إبراهيم رئيسي، وزعم بأنه تم صناعته على يد خبراء تابعين له.

وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) فإن هذا الصاروخ يتميز بمحرك يعمل بالوقود الصلب، وقادر على الوصول إلى سرعة عالية، والتحليق داخل الغلاف الجوي وخارجه، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر وتصل سرعته إلى 13 و15 "ماخ" (الماخ يساوي 1235 كيلومترا في الساعة)، وزعمت بأنه "قادر على التغلب على كافة الأنظمة الدفاعية الجوية التابعة للأعداء".

اللافت كانت التغريدة المقتضبة التي نشرها القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي على منصة "إكس" في ذات اليوم الذي أعلنت فيه إيران عن صاروخها الفرط صوتي، حيث كتب بحروف متقطعة "فرط قادم"، في تلميح لامتلاك جماعته لهذا الصاروخ.

وتؤكد التقارير الدولية بأن كافة الأسلحة التي تستخدمها مليشيات الحوثي وبخاصة الصواريخ والمُسيرات هي أسلحة إيرانية تقوم المليشيات بتغيير أسمائها فقط، في حين يرى خبراء ومحللون عسكريون بأن إيران تنظر لليمن كميدان عملي لاختبار قدرات أسلحتها وبخاصة البحرية منها.

وتحت هذا الهدف –كما يقول الخبراء– دفعت إيران بجماعة الحوثي إلى فتح جبهة بالبحر الأحمر وخليج عدن لاستهداف السفن التجارية تحت لافتة نصرة الشعب الفلسطيني، في حين ان أحد أهداف إيران يتمثل في اختبار قدرات أسلحتها البحرية، حيث ترى إيران بان أي مواجهة محتملة مع أمريكا أو الغرب ستكون في غالبيتها معركة بحرية.

وفي هذا السياق يمكن الربط بين تصريح زعيم جماعة الحوثي الخميس، بتوسيع استهداف السفن نحو المحيط الهندي، وبين التصريح الذي أدلى به رئيس هيئة الأركان الإيرانية اللواء محمد باقري في مارس من العام الماضي.

حيث صرح باقري حينها بأن إيران اختبرت بنجاح صاروخا باليستيا قادرا على استهداف قطع بحرية متحركة، ويبلغ مداه 1500 كيلومتر ويحلّق بسرعة عالية، لافتاً إلى أن "امتلاك هذا النوع من السلاح يوفر الأمن في البحار المحيطة بإيران إلى مسافة تصل إلى ألف كيلومتر".