مهنة الصيد.. الرغبة الأولى والأبرز لدى سكان المخا
المخا تهامة - Friday 19 July 2024 الساعة 09:19 amفي فصل الصيف من كل عام، يبدي الصياد محمد ضايع سعادته من عودته إلى الاصطياد بشكل آمن جراء انتهاء موسم الرياح الشديدة التي تعوق حركة الاصطياد في البحر وتهدد سلامة الصيادين، الأمر الذي يدفعه إلى عدم ممارسة الاصطياد.
محمد ضايع شاب عشريني، من أهالي المخا، بدأ ممارسة الاصطياد عندما كان عمره 13 عاماً، بعد أن قرر ترك المدرسة واللجوء إلى مهنة الصيد، كنهج يحذوه أغلب شباب المخا، لما له من مردود اقتصادي ودخل يساعدهم في توفير متطلبات الحياة.
يقول ضايع، في حديثه لنيوزيمن، إنه يرى مهنة الصيد أفضل من استكمال الدراسة التعليمية الثانوية والجامعية، لأن الصيد مهنة يستطيع من خلالها توفير متطلبات حياته بشكل متواصل ويضمن استمراريتها دون انقطاع على الرغم من بعض التحديات التي تواجهه.
ويشير إلى أنه عندما بدأ ممارسة هذه المهنة عندما وافق جيرانه الصيادون ذوو الخبرة أخذه معهم يرافقهم في عملية الاصطياد، ويصف ضائع تلك التجربة الأولى "كانت شاقة ولم أستطع وتعرضت للإغماء نتيجة الإبحار بالقارب، غير أنني قاومت ذلك وبدأت في اكتساب المهنة بشكل تدريجي حتى وصلت جيد".
ويتجه ضايع برفقة زملائه من الصيادين وغالبيتهم من الشبان في منتصف الليل لعملية الاصطياد والعودة صباحاً، لبيع ما جلبوه من الصيد في الإنزال السمكي.
فمهنة الصيد هذه تعد الخيار الأكثر رغبة لدى سكان المخا، منذ أن يصبح الطفل شابا أو يصل إلى عمر يستطيع أن يمارس هذه المهنة ولو بشكل محدود في بدايتها، فهي ثقافة رسختها البيئة، إذ يفضل أغلبية السكان مهنة الصيد عن سائر المهن الأخرى، إضافة إلى مهنة الزراعة التي تأتي ذات أهمية هي الأخرى بجانب الاصطياد.
ومن بين أسباب عدم مواصلة أغلبية الشبان استكمال دراستهم الجامعية، يرجعها ضايع إلى عدم توافر جامعة وكليات ومعاهد في المدينة ومناطق الساحل الغربي، الأمر الذي يدفع الشاب إلى العزوف عن التعليم الجامعي.
ويرى أن إعلان جامعة تعز في وقت سابق التوقيع مع أحد المتبرعين بأرض في عزلة الزهاري في ريف المخا، لإنشاء عدد من الكليات تابعة للجامعة، سيؤدي إلى توليد الحافز لدى الشباب في الرغبة بمواصلة التعليم الجامعي دون الاكتفاء فقط بالتعليم المدرسي.