نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

أبوظبي وإصلاح الإصلاح.. ما يسكر قليله

Thursday 15 November 2018 الساعة 08:20 am

لـ33 سنة، كان اليدومي والآنسي معلمين بارعين في حماية تنظيمهما.
‏حين تدخل اليدومي ضد مغامرات الزنداني، اعتزل الآنسي العمل التنظيمي وذهب للتدريس في مسجد إلى أن التقيا من جديد في 88.

‏هما نقيضان في كل صفاتهما، لكنهما يسيران في اتجاه واحد بشأن التنظيم.

ابن الروضة وابن شهارة.. مدرستان اجتماعيتان، تمثلتا في كل منهما.

‏نزقهما في 97 تضافر مع ضحكة عبدالكريم الإرياني عن الأغلبية المريحة، فخسرت اليمن التحالف العفاشي الإصلاحي.

‏في 2011 أرهبتهما جمعة الكرامة، ولم تنجح مغامرة النهدين في الإنقاذ، فاستسلما للحظة.. تاركين القيادة لمن غلب.

ومن يومها فقدا هما واليمن كلها ما كان لهما من مهارة، وأصبح تنظيمهما يتخبّط كالممسوس.

‏حاولا مع الحوثي ما كرره الزعيم بعدهما، لكنهما تفوقا على معلمهما، فتمسكا بـ"الرياض" تعصمهما من التقاطعات المحلية والإقليمية والدولية، معلنين "شكراً سلمان" مقدماً، كما كانا يشكران الزعيم قبله، وقت الحاجة والدافع والضرورة.. هكذا هي الحياة، وهكذا يقول العقل والمنطق.

‏وكلما هبّت رياح الخوف تمسكا بالرياض، التي فيها استعاد الثنائي بعضاً من قدرته، قارب الخوف تأمن.. لايكلف الله "جماعة" إلا وسعها، و"نحن أبناء الشوكاني لا الورتلاني".

‏وتوجا ذلك برفض الدوحة ومراقبة أنقرة عن بُعد.

واليوم، ومن أبوظبي، يواصلان التموضع بعيداً عن قيادات الطفرة الثورية، عسكرية أو دينية.

هل سينجحان في قيادة سفينة الجماعة إلى بر الأمان؟

‏ولم يعد في اليمن بر إلا بر الحوثي والجنوب والإصلاح.. أما غيره فقد توزع قطعاً، المتغطي بأي منها عريان.

إضافة:
‏لثالثهما المختفي الجسور، الأستاذ محمد قحطان، ادعاء عميق ولكنه هش، عن وطنية الإصلاح لا إخوانيته، قد يتذكره اليدومي والآنسي من "أبوظبي"، العاصمة العربية التي ترى التقية والعمل السري كفراً بالأوطان.

‏وللعلم حضرت قبل 20 سنة موقفاً لليدومي رفض فيه أي عمل تنظيمي للإخوان في الإمارات.

واليوم، تؤكد الأحداث أن "الإخوان"، التنظيم والفكر، ربما فيه منافع للناس، غير أن إثمه أكبر من نفعه، وشرعاً فإن ما "يسكر قليله فكثيره حرام"..