نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

مساوئ وكلاء السعودية شمالاً.. ماذا عن الجنوب؟

Monday 04 November 2019 الساعة 07:25 pm

منذ ضمّت السعودية نجران وجيزان وعسير، وإلى الشهر الماضي تتحكم الرياض باليمن عبر أدوات يمنية.

في مراسلاتهما كان الإمام يحيى يطالب الملك عبدالعزيز بمرتبات وإعاشة لسلاطين وأمراء عسير ونجران الذين هربوا إلى اليمن.

وفي 48 كاد الإخوان المسلمون يسيطرون على صنعاء، ويحكمون منها، فدعمت الرياض الإمام أحمد لاستعادة دولة والده.

في الستينات تحمّلت السعودية عبء الدعم الملكي، حتى وجدت مشايخ موثوقين داخل الصف الجمهوري وتمّت المصالحة الملكية الجمهورية.. واستعادت الرياض دورها في الشمال.

استمر الدور عبر وكلاء محليين، وهو دور مزدوج السوء، لا أنه أبقى للبلاد سيادته ولا أنه ضمن له بناءً إدارياً ضمن النفوذ السعودي.

مجرد مشايخ تكبر، لا تخدم اليمنيين، ووقت الخطر لم تحمِ السعوديين.

اليوم، شمالاً هناك متغير يمكن أن تتوصل الرياض وصنعاء الحوثية، وفقاً للتصور البريطاني، كما عبّر عنه السفير البريطاني، تتوصلان لاتفاق بحيث تنتقل الحوثية إلى حضن الرياض، فتصبح وكيلتها في الشمال رسمياً.

هذه الوكالة ستمنع الاختراقات ما دون السلطة، بحيث يصبح الشمال دولة موالية للرياض، وهي المعنية بمصالح مواطنيها القابلين بولاية "السيد" المدعوم سعودياً.

أما جنوبياً، فلأول مرة في تاريخ السعودية تتدخل هذه الدولة بجيشها الرسمي في أي صراع سياسي.

المخابرات السعودية كانت هي التي تدير كل ملفات الصراعات وبأدوات محلية خاصة بكل بلد.

اليوم جيشها الرسمي وبعتاد ملحوظ يحمي عدن، من صراعات اليمنيين.

بغض النظر عما سيسببه ذلك من توتير لأطراف إقليمية أخرى، فإنه يمنياً جنوبياً يؤسس لمرحلة جديدة، يعمل فيها الجيش السعودي بخبرته المحدودة مع مخابرات بلاده ذات الخبرة الأعمق.

وبينهما تقف المصلحة الجنوبية تنتظر طرفاً محلياً ذكياً وفاعلاً ومتنكراً لذاته، وللأمراض الاجتماعية، ومتواضعاً ووطنياً بحس عالٍ لاستثمار ذلك كله لأجل النجاة بالجنوب.

وثلاثتهم: الجيش والمخابرات السعوديان، مع الطرف الجنوبي يجب أن يفهموا أنّ نجاة الجنوب سيستفيد من أي نجاح سعودي، والعكس صحيح أيضاً.

أمّا الفشل في الجنوب فهو يؤذي الرياض أولاً والجنوب بالتأكيد.