هبة البهري

هبة البهري

تابعنى على

الاكتئاب.. مرض ينهش الروح

Saturday 25 January 2020 الساعة 09:29 am

الاكتئاب النفسي هو اعتلال عقلي يعاني فيه الشخص من الحزن والمشاعر السلبية لفترات طويلة، وفقدان الحماس وعدم الاكتراث. وتصادفه مشاعر القلق والحزن والتشاؤم والذنب وضيق في الصدر مع انعدام وجود هدف للحياة.

ويحل هذا المرض، وفق إحصائيات منظمات صحة دولية، في المرتبة الثانية في قائمة المتسببين بفقدان قدرة العمل والإنتاج عند الأفراد، ويأتي بعد الأمراض التي تضرب القلب حسب الرابطة الكندية لشركات التأمين الصحي. ولهذا فإنّ ثمة دوراً للعلاقات الأسرية والشخصية ودور المجتمع والبيئة في مواجهة هذا الداء النفسي.

"تراخي القيم الأخلاقية والاجتماعية، فضلاً عن السرعة في تنفيذ الأمور وتراكم الأزمات المالية والسكانية والمعيشية زادت في الضغوط، وهو ما يجعل الناس بشكل عام تشعر بالإحباط حتى تضاعفت الأمراض النفسية وازدادت نسبة من الانهيار العصبي بنسبة 11 بالمئة للرجال و15 بالمئة لدى النساء في العالم أي من 5 إلى 10 بالمئة، فكان العلاج أن ازداد النق لديهم كآخر دواء".

ألخص لكم بعض مراحل هذا المرض:

الاكتئاب يتوغل إليك بكل هدوء، في البداية تعاني من الأشياء الصغيرة، لكنك تختار أن تتجاهلها، إنه مثل الصداع تقول لنفسك بأنه مؤقت وسيزول، إنه مجرد يوم سيء آخر ليس إلا..

لكنه ليس كذلك، أنت عالق في هذه الحالة النفسية، وتعتاد على ارتداء قناع اجتماعي تختبئ خلفه لتواصل العيش ضمن الآخرين، لأن هذا ما يجب عليك فعله هذا ما يفعله الآخرون..

لكن المشكلة لا تزول وتشعر بالمعاناة عندما ترتدي وجهاً مزيفاً كل يوم، ويبدأ باستهلاكك أكثر وأكثر، وهذا ما سيجعلك تسقط في عمق أكثر وتبتعد عن الجميع.

الشعور بالراحة منعدم، الأشياء الصغيرة التي كانت تجلب لك السعادة لم تعد لها قيمة، حتى أبسط المهمات أصبحت مؤلمة، لهذا السبب ليس لديك محفز في حياتك، لماذا تستمر بالمحاولة إذا كان لا شيء يشعرك بالسعادة أياً كان.

كل هذه الأفكار تجعلك تشعر بالأسى الشنيع فتصبح عالقاً في دائرة مفرغة، فجأة تجد حياتك بطيئة الحركة، والأيام أصبحت متشابهة.

مجرد ضوضاء بيضاء وشعور بالثقل يملأ عقلك ويجثم فوق جسدك، ولن تكون سعيداً أبداً، وسوف تستمر بالانطواء وتذمر جميع علاقاتك، وسوف تشعر بالذنب عن كل شيء ارتكبته. فيض من المشاعر الإيجابية المفاجئة تجعلك تريد أن تخرج ومقابلة الناس، لكنه شعور قصير المدى، لأنك في داخلك تعلم أنه لن يجدي نفعاً.

فشل آخر ليس باختيارك، فتختار في النهاية وحيداً في خلواتك، حيث لا يسألك أحد أي سؤال ولن يكترث بوجودك أحد، احتقار الذات وانعدام الطموح، شعور غير محتمل.

في النهاية ستدرك بأنك لا تستطيع الاستمرار بهذه الطريقة فتصبح أمام خيارين: إما أن تقرر طلب المساعدة، أو الانتحار.