محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

كيف عمّق الإخوان و"هادي" التواجد الإيراني في اليمن؟

Thursday 01 April 2021 الساعة 07:35 am

مختلف شرائح المجتمع اليمني ترفض التواجد الإيراني، وترفض الحوثي "الوكيل الإيراني" لمشروع الخميني في صنعاء، هذا الرفض نابع من الإحساس والشعور بالهوية اليمنية التي يحاول الحوثي تجريفها واستبدالها بما هو مستورد من طهران ملفوف بالعمائم السوداء ومحشو بالإرهاب والتخريب، ولا يوجد من يقبل أن يتنازل عن ثقافته وهويته اليمنية. 

في ظل هذه الحرب التي يحاول اليمنيون الصمود في وجه المشروع الإيراني، يتخندق الإخوان "كمسيطرين على الشرعية" ومعهم "هادي" مع المشروع الإيراني، والعمل معه بكل جهد وثبات، على الرغم أن كل خطاباتهم عكس أفعالهم، فهم يتحدثون عن مواجهة التمدد الإيراني، لكن في الواقع يعملون بدون كلل في سبيل إرساء التواجد الإيراني، وتثبيت الحوثي كوكيل شرعي لطهران في صنعاء.

قد يتساءل البعض كيف يمكن أن يصبح الإخوان ومعهم "هادي" في خندق واحد مع الحوثي والوقوف مع المشروع الإيراني في مواجهة الشعب اليمني والهوية اليمنية؟ 

هنا يجب القول إن الأغلبية من الناس في البداية انخدعوا بالشعارات والتصريحات التي كان يطلقها الإخوان وهادي ضد المشروع الإيراني، ومع مرور ست سنوات من الحرب، وما تخللها من أحداث ووقائع كشفت عن الحقيقة التي لا يمكن حجبها، ست سنوات كانت كفيلة بأن تعيدنا إلى صنعاء وتعيد المشروع الإيراني إلى طهران والحوثي إلى صعدة، لولا المساندة التي قدمها من كنا نعتبرهم في صفنا ومع مشروعنا اليمني. 

 من خلال وقوف الإخوان وهادي أمام أي مقاومة حقيقية للحوثي، يتضح أنهم في خندق المشروع الإيراني، حيث أنهم عملوا على تقييد وعرقلة أي تقدم نحو صنعاء واستعادتها، وذلك إما بخذلان المقاومة، وإما بإيقاف المعركة بأي وسيلة، وقد عملوا على تمييع وتفكيك كل العوامل التي تقود إلى إنهاء المعركة وإسقاط المشروع الإيراني. 

ومن خلال تركيزهم على مشاريع النفط والغاز والتهريب وسرقة الأموال، فقد قدموا بانصرافهم عن المعركة هدية للحوثي لتثبيت أقدامه وتغلغله في عقول الناس بالنار والحديد، ولو كانوا شرفاء وفعلاً لديهم شعور بالمسؤولية، ما تركوا المعركة وذهبوا نحو الفساد وبناء مشاريعهم الخاصة في تركيا وأوروبا، والتحرك هنا وهناك باسم الشرعية. 

"هادي" في كل خطاب وفي كل تصريح له من فندق بالعاصمة السعودية الرياض، يقول إن الشعب اليمني يرفض التواجد الإيراني، ولا يمكن أن يقبل به، هو صادق في ذلك، فالشعب لا يزال يقاتل ويواجه ذلك المشروع، الذي يتخندق "هادي" في صفه، حيث حاول أن يُخضع الشعب "للحوثي"، بتنصله عن مسؤولياته وتخليه عن المعركة. 

"هادي" يقول إن الشعب يرفض ويقاوم المشروع الإيراني، ولم يعد لديه وسيلة لجعله يقبل به، ولم يعد يمتلك شيئاً يمكن القيام به لجعل الناس تنصاع وتؤمن بالواقع الذي تعيشه، والذي ساهم في بنائه وتثبيته، "هادي" لا يكذب أننا نرفض إيران، لأنه تعب من اقناعنا بوجودها، وتخلينا عن مقاومتها بكل الوسائل الممكنة. 

من يريد أن يقاوم المشروع الإيراني لا يمكنه أن يقبل البقاء بعيداً عن المعركة، ولا يمكنه أن يغادر الميدان ويذهب بحثاً عن استثماراته الخاصة، من يقاوم المشروع الإيراني لا يكون إلا في الميدان، لا يخذل ولا يبيع ولا يرهن نفسه لأي مشاريع خارجية، ولذلك لا يمكن أن يكون "الإخوان" و"هادي" إلا في خندق واحد مع الحوثي في تنفيذ المشروع الإيراني، وهذا ما شهدته الأحداث وأثبته الواقع.