انطباعات صحفي مقهور من خبث السلالة يتذكر تحرير المخا ونهضتها في عامها الثالث

تقارير - Tuesday 24 March 2020 الساعة 01:05 pm
المخا، نيوزيمن، إسماعيل القاضي:

عدت في عام 2018، إلى مدينتي الصغيرة ذات التاريخ الضارب في القدم وهي تتكئ بصمت على البحر الأحمر شمال مضيق باب المندب، كان ذلك بعد غياب قسري استمر عاما ونيف، إثر منع مليشيا الحوثي أبناء الريف من دخول مدينة المخا بعد تحريرها من قبضة السلالة الخبيثة، تحررت بفضل الأشقاء وأبطال الجيش والذين ارتوت تربتها بدمائهم الطاهرة.

هناك على مقربة ليست بعيدة جنوب المخا ارتقت روح الشهيد اللواء أحمد سيف اليافعي إلى باريها أثناء قيادته معركة السهم الذهبي، فيما ضحى شباب بأعمارهم وسقت دماؤهم تراب هذه المدينة التي تتذكر نضالاتهم.

وعلى مسافة تبعد 30 كم شرقاً تبدو آثار طلقات نارية وندوب معركة حمي وطيسها، كان أبطالها هذه المرة أشقاء الدم والمصير العروبي المشترك، أربعة من أبرز وأشجع رجال الله في معركة الرمح الذهبي.

ارتفعت أرواحهم شهداء من دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن سطروا أروع التضحيات في أرض الوغى.

نتجه نحو مفرق المخا وهو مثلث يربط المخا بتعز والحديدة، حيث لا تزال آثار معركة دامية خاضها أبطال القوات المشتركة تمثلت بتحرير عمالقة حمدي شكري لمعسكر خالد في ملحمة أسطورية شارك في إروائها بالدم أبناء المخا ومورزع وعدن ولحج وأبين وتهامة.

فيما نجحت قوات حراس الجمهورية في مهمة السيطرة على مفرق المخا بعدها اتجهوا شمالاً رفقة عمالقة الله وتهاميي المصير وزرانيق القبيلة، ليكونوا قوة واحدة تضرب بكل سخاء أعداء الوطن حتى أبواب ميناء الحديدة.

حينها ضرب غريفيت شرف الدين سور استكهولم ليحيل بين أهالي الحديدة التواقين للحرية وبين العذب الزلال قوات المشتركة لترفع الأغلال وتواسي المحتاج وتغيث الناس وضع بابا وأوصده صده هادي بقفل اجتمعت فيه الغواية والسذاجة.

حررت القوات المشتركة مسافات شاسعة وشريطا ساحليا كبيرا في زمن قياسي كان ذلك بفضل حنكة وقيادة الإمارات وشجاعة وإقدام القوات المشتركة.

تمر ثلاث سنوات على تحرير المخا وبها من التنمية ما يرشحها لتكون مدينة المستقبل وأمل الوطن الكبير الذي يستقبل كل من يبحث عن الأمن والأمان.

مع أول إطلالة للمدينة وأنت تدخل بابها الشرقي تعود بك الذكريات إلى سني المدينة وتاريخها الضارب في القدم، لكن سرعان ما يشد انتباهك وجه المدينة الجديد الموشح ببرامج تسابق الزمن، تنمية وأعمارا وأمنا واستقرارا.

فيطل فندق موكا وتشاهد حركة بناء وتشييد مستمر في مجمع المدينة الحكومي والوحدة السكنية العملاقة وآلاف المباني والعقارات الآخذة بالاتساع يوماً بعد آخر وهي قطرة فيض من بحر التنمية، فيما ينتاب الزائر حلم مدينة بدأت ملامحها تتحقق ليعود لها مجدها بقيادة التحالف العربي والقوات المشتركة.

منشآت عادت روحها فيما أخرى تنتظر دورها بخطة يقودها مدير المديرية بعد أن أكمل افتتاح مركز الإنزال السمكي للصيادين وإعادة إعمار المجمع الحكومي بدعم من المقاومة الوطنية.

لكن المدينة لا تزال تنتطر جانبا من منشآت الترفيه كحديقة عامة وإعادة إعمار الكورنيش ومتنفسات يقضي فيها الأهل والأحبة أوقاتهم الجميلة.