إغراق "ستوكهولم" في بحر الحديدة!

المخا تهامة - Wednesday 25 March 2020 الساعة 10:40 am
الحديدة/المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

أقدمت مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، الثلاثاء 24 مارس/آذار 2020، على احتجاز البعثة الأممية في الحديدة وممثلي الفريق الحكومي في مركز العمليات المشتركة، على متن السفينة الأممية قبالة الحديدة، وتعرضت السفينة لأعيرة نارية.


سياسة البال الطويل والسقف المفتوح والتجاوز من قبل الشرعية عن أخذ موقف من أي تصعيد وخروقات وانتهاكات وجرائم حوثية بالاعتماد على مراعاة مزاج المبعوث الأممي والبعثة الأممية في الحديدة -بصيغة المراضاة للمليشيات الحوثية- كانت هي كل ما يلزم لتجريد الحكومة الشرعية نفسها بنفسها من كافة الأسلحة وأدوات الضغط أمام المليشيات التي دفنت أخيرا ستوكهولم في بحر الحديدة واحتجزت الأمم المتحدة وضباط الفريق الحكومي.


وفيما تصاعدت المطالبات المحلية والسياسية والعسكرية بإنهاء عمل ستوكهولم والامتيازات المجانية التي توفرت للمليشيات، أخذت المليشيات خطوات واسعة في التصعيد العسكري ونسف اتفاق ستوكهولم وكافة مقررات وخطوات لجنة تنسيق إعادة الانتشار واللجان المتفرعة بعد أن جمدت علة مدى أشهر عمل آليات التهدئة ووقف النار وإعادة الانتشار في ظل صمت أممي مطبق.


وحملت الحكومة على لسان رئيس فريقها اللواء الركن محمد عيضة بعثة الأمم المتحدة أمن وسلامة الضباط التابعين للفريق الحكومي مطالبا البعثة باتخاذ الاجراءات الصحيحة لضمان حيادية وحرية من على السفينة جميعا.


ويطالب الفريق الحكومي البعثة إعادة الضباط منذ علق الفريق الحكومي عمله معها في 11 من الشهر الجاري بعد أن استهدفت مليشيا الحوثي أحد ضباط الرقابة (العقيد محمد الصليحي) قنصاويخضع للعلاج في العاصمة عدن عن إصابات خطيرة.


وكانت مطالبات دعت إلى أخذ إجراءات عقابية متناسبة رداً على التصعيد الحوثي الخطير، فيما تواضع الرد الحكومي وتواطؤ البعثة الأممية عمق مشاعر الألم والغضب إزاء الإمعان في إهدار القوة واستجداء المليشيات.


وقال مصدر في غرفة عمليات ضباط الارتباط المشتركة، الثلاثاء، إنه كان مقررا ان يتم اليوم نقل ممثلي الجانب الحكومي من السفينة الأممية الى المخا على خلفية الموقف السلبي للبعثة تجاه استهداف ضابط ارتباط نقطة الرقابة الخامسة.


وأطلقت عناصر المليشيات النيران لإرغام السفينة الأممية على عدم مغادرة غاطس ميناء الحديدة.


وعلق ضباط الارتباط الممثلين للقوات المشتركة مشاركتهم وانسحبوا من نقاط المراقبة الخمس بمدينة الحديدة عقب قيام الميليشيات الحوثية، صباح الأربعاء 11 مارس 2020م باستهداف نقطة المراقبة الخامسة في سيتي ماكس داخل مدينة الحديدة والذي أسفر عن إصابة العقيد محمد شرف الصليحي بإصابة بالغة في الرأس أثناء أدائه لمهامه ضمن فريق مشترك بإشراف الأمم المتحدة.


وفي وقت لاحق من ذلك أصدر الفريق الحكومي تصريحاً يصف "تصعيدا خطيرا يهدد بنسف اتفاق ستوكهولم وعودة الأوضاع إلى نقطة الصفر".



لكن ردود وتعليقات صدرت عقب التطورات الأخيرة استنكرت مجدداً غياب وانعدام الرد والموقف الحكومي من مسلسل التصعيد والتمادي الحوثي ضداً من أبسط التزامات اتفاق الحديدة باستثناء بيان الخارجية مساء الأربعاء عطفا على إعلان الفريق الحكومي، كما أخذت على الفريق الحكومي وجانب الشرعية "التهالك في استجداء السلام إزاء كافة الخروقات والاعتداءات ويوميات التصعيد والحرب الحقيقية منذ توقيع ستوكهولم المشؤوم، وهو ما أعطى المليشيات أفضلية التصرف من موقع الأقوى عكس ما عليه حقائق الواقع وما فرضته التسوية الظالمة من إجحاف لإنقاذ المليشيات التي كانت في الرمق الأخير لولا تدخل الضغوط والتحركات البريطانية وتجاوب الشرعية معها والمولود السفاح في ستوكهولم.