اليافعي والشدادي والحمادي.. خصوم الملشنة الذين اغتالتهم المليشيات

تقارير - Tuesday 21 April 2020 الساعة 11:32 am
المخا، نيوزيمن، هاني علي:

مع بدايات انطلاق عاصفة الحزم وتدشين عملية بناء جيش في مأرب، كان هناك ضباط مشهود لهم بالكفاءة كانوا يعملون في الجيش قبل الانقلاب الحوثي، أحد هؤلاء الضباط العقيد أحمد الحيدري الذي كان أحد المؤسسين للجيش الوطني في مأرب.

الحيدري وجد فيه التحالف العربي كفاءة، وأوكلت له مسؤولية مهمة، غير أن الدولة العميقة وشبكة المصالح المتفيدة من تحالفات القبيلة والحزب داخل الجيش ضايقها أن يكون هناك قائد عسكري من خارج دائرتهم، ليستشهد الحيدري في حادث سير وقيل، حينها، عبوة ناسفة، وهو في مهمة عمل خارج مأرب.

في تعز كان هناك قائد عسكري آخر محترف حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية وعمل في مناصب متعددة ومسؤولا عن مراكز تدريبية في الجيش هو العميد عدنان الحمادي قائد انتصارات تعز لاحقا على مليشيات الحوثي.

الحمادي أعلن الحرب على مليشيات الحوثي وكان صاحب الطلقة الأولى على صدر المشروع الحوثي الإمامي، وبدأ الحمادي توزيع سلاح اللواء 35 وسيطر على مواقع مهمة في تعز ووصل إلى قرب مدينة القاعدة وسلم هذه المواقع للواء 22 ميكا الذي بدوره انسحب منها وسلمها لمليشيات الحوثي وعاد إلى عصيفرة في تعز.

وكان لتحالف الجماعة والقبيلة والفرقة وبقايا النظام القديم أيضاً رأي آخر، حيث تآمرت على الحمادي منذ بدايات حربه الأولى، إذ كان مخططا أن تتقدم مجاميع المقاومة الشعبية التابعة للشيخ حمود المخلافي وحزب الإصلاح نحو الستين ونحو اللواء 35 لكسر الحصار عليه، غير أن هذا لم يحصل، كما اتفق الحمادي والمخلافي، وترك الحمادي يواجه كل جحافل المليشيات الحوثية مع مجموعة صغيرة من رجاله، وكان الهدف هو التخلص من الحمادي، لأن وجوده كقائد عسكري محترف ومهني سيفشل مخطط الجماعة لبناء مليشياتها الخاصة.

استطاع الحمادي تجاوز المؤامرة وخرج إلى الضباب بعد فترة من سقوط اللواء 35 معلنا عن بدء بناء أول لواء عسكري يتبع الشرعية، واستقطب قدامى المحاربين وأفراد وضباط اللواء 35 وجند أفرادا جددا بشكل نظامي وفق الضوابط العسكرية المعروفة.

لكن مؤامرات شبكات الملشنة وتحالفها العميق، التي تعتبر بناء جيش حقيقي بعيدا عن الملشنة خطرا عليها، واصلت مؤامراتها على العميد عدنان الحمادي حتى تمكنت من اغتياله ليخلو لها فضاء الحركة وبناء التشكيلات المنفلتة دون اعتراض من أحد.

وقبل الحمادي كان عبد الرب الشدادي المأربي الذي تعسكر في وحدات عديدة تابعة للجيش اليمني، وحين بدأت المليشيات تهاجم مأرب تصدر المشهد وجمع الجنود والضباط وكل من فر من صنعاء من أفراد الجيش، وبالتوازي كانت القبائل تستعد بمطارح ملوك سبأ لكن الشدادي حافظ على بقاء العسكريين في لواء عسكري والقبائل في مطارحها كل يقاتل حسب طريقته.

ومع توالي عملية التجنيد وبناء الوحدات العسكرية كان الشدادي يتعرض لحرب مفتوحة من قبل تحالف الدولة العميقة وشبكات المصالح. ووصل الأمر حد إيقاف رواتب قواته وهو قائد للمنطقة العسكرية الثالثة ليقوم ذات مرة بأخذ مرتبات جنوده بالقوة، واستمرت الحرب عليه حتى إنه حين استشهد كان مديونا مبلغ كبير أخذه كرواتب لجنوده.

استشهد الشدادي في صرواح وهو يواجه مليشيات الحوثي بعد أن قال جملته الشهيرة.. لن أعود إلى مأرب إلا منتصرا أو شهيدا.. وعاد شهيدا حيث تم استهدافه بشكل مباشر، وكانت عملية استهدافه لا تختلف كثيرا عن استهداف اللواء علي سيف اليافعي الذي استشهد في الساحل الغربي بطريقة تؤكد المعطيات أنها مدبرة.

كانت مليشيات الحوثي تدمر ما تبقى من الجيش في صنعاء ومناطق سيطرتها، ومليشيات الإصلاح وتحالف بقايا الفرقه يدمر أي محاولة حقيقية لبناء جيش محترف ومهني على أسس عسكرية ووطنية بعيدا عن الولاءات والانتماءات المؤدلجة.

رفض عملية بناء جيش حقيقي ورفض تواجد ضباط وقادة عسكريين محترفين داخل هذا الجيش سيستمر وستبقى المليشيات في مناطق الحوثيين والمليشيات في مناطق الشرعية تعمل على إنهاء أي وجود عسكري حقيقي وعلى إزاحة أي قيادات عسكرية تحظى بالخبرة والحضور في الأوساط الشعبية لكي تستمر لعبة المصالح والسيطره والنفوذ في أيدي المليشيا.