اجتياح "الحجرية".. خطة الإخوان البديلة لضرب عدن

تقارير - Saturday 04 July 2020 الساعة 05:39 pm
عدن، نيوزيمن، فريق التحرير:

يصر حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، على إبقاء "الشرعية" التي يسيطر على قرارها، في الجانب الآخر من الحرب التي يقودها التحالف العربي، بقيادة السعودية، ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، تبعاً لإملاءات الرعاة الإقليميين للتنظيم.

فبينما تشهد العاصمة السعودية، منذ أيام، حواراً واسعاً بمشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، بهدف وضع خارطة طريق لتنفيذ اتفاق الرياض، اتجه الإخوان، إلى التصعيد عسكرياً على محورين: الأول في شبوة. والثاني، في الحجرية، جنوب محافظة تعز.

وتهدف مليشيات الإخوان، من تصعيد تحركاتها المسلحة، في تعز وشبوة إلى فرض سيطرتها على المحافظتين، واستخدامهم "الحجرية" كنقطة انطلاق بديلة لتهديد مناطق الجنوب، وتعزيز نفوذ المشروع القطري التركي في المشهد اليمني.

ويربط مراقبون، التصعيد الإخواني بمساعي التنظيم لإفشال الجهود التي يبذلها التحالف العربي بقيادة السعودية لتصويب مسار "الشرعية" وإصلاح مؤسساتها والسعي نحو تشكيل حكومة جديدة بناءً على اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي في نوفمبر 2019.

ويخشى تنظيم الإخوان، من نجاح المشاورات التي ترعاها الرياض بين حكومة الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي، والمجلس الانتقالي الجنوبي، في فرض معادلة جديدة تنهي نفوذ التيار الموالي لقطر وتركيا في هرم "الشرعية"، وتوجه طاقات الحكومة الجديدة نحو مواجهة الميليشيات الحوثية.

في المقابل تعمل قيادات إخوانية نافذة في الشرعية على عرقلة تنفيذ الاتفاق، بالتوازي مع تحضير الجماعة لبدائل جديدة لفرض سياسة أمر واقع في جنوب اليمن، من خلال القوة العسكرية، في الوقت الذي تسلم فيه المناطق المحررة في شمال البلاد، لمليشيا الحوثي.

وتقول بعض التقارير إن قيادة الإخوان اتخذت قرارا بإكمال السيطرة على محافظة تعز والانتشار في منطقة "الحجرية"، المطلة على منطقة باب المندب، وهو ما يؤكده الاشتباكات المسلحة في أعقاب سعي ميليشيات تابعة لحمود المخلافي إلى مهاجمة مواقع عسكرية في "التربة" تابعة للواء 35 مدرع.

ويهدف الانتشار العسكري لمليشيا الإخوان، في جنوب تعز إلى الاقتراب من محافظتي لحج وعدن والساحل الغربي وفتح جبهات لاستهداف المقاومة الجنوبية والمقاومة المشتركة في الوقت الذي ما زال فيه الحوثيون يسيطرون على أجزاء واسعة من مدينة تعز مركز المحافظة، في ظل حالة هدنة غير معلنة بين الإخوان والحوثيين.

بوابة أخرى لاقتحام عدن

ويلحظ أن أذرع قطر، في "الشرعية"، عادت لاستئناف الخطة (ب) في تعز، عقب الهزيمة العسكرية التي منيت بها، على يد القوات الجنوبية في بلدة شقرة بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، وإخفاقها دون تحقيق أي اختراق عسكري على الأرض يمهد لاجتياح عدن.

ويسعى تنظيم الإخوان بدعم من قطر، إلى اجتياح منطقة الحجرية جنوب غرب مدينة تعز، تمهيدا لاستهداف محافظتي لحج وعدن، خلال الفترة المقبلة، حيث يواصل تحشيد عناصره عسكريا وعقائديا باتجاه قوات القوات المشتركة باعتبارها العدو الأول.

وقد برزت التحركات القطرية – الإخوانية لتحويل تعز إلى مركز متقدم في استهداف القوى المناهضة للحوثيين، وكذا استهداف الجنوب، إلى العلن، بالوقوف خلف عملية اغتيال العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع الذي يوصف بأنه القائد العسكري الوحيد الذي كان يعارض سياسات التنظيم ويتصدى لمشروعه في تعز، فيما اتجهوا لاحقاً لمحاولة تفكيك قوات اللواء والسيطرة على مسرح عملياته.

ولا يمكن قراءة التحركات العسكرية لميليشيا الإخوان، في منطقة الحجرية، خارج سياق حسابات محور قطر-تركيا، المدفوعة برغبة لإيجاد موطئ قدم في اليمن، كما أنها تأتي ضمن الاندفاعة المسلحة نحو الجنوب، عبر بوابة شبوة وأبين.

ومنذ وقت مبكر عمدت قطر إلى تمويل تشكيل ميليشيات إخوانية موالية في تعز، وإنشاء معسكرات لجماعة الإخوان، لتلعب دور رأس حربة في مشروع قطر وتركيا.

واستحدث القيادي الإخواني حمود المخلافي، المقيم في مسقط، معسكرا جديدا لما بات يعرف بالحشد الشعبي في منطقة بني شيبة في الحجرية جنوب تعز والذي يشرف عليه القيادي الإخواني عبدالعزيز الشيباني، بالإضافة إلى معسكر آخر في مديرية المعافر، فيما لا يزال معسكر "يفرس" يستقبل العشرات من المجندين الجدد الذين تقوم بحشدهم دوائر "الإخوان" في مديريات تعز المختلفة.

وخضع المجندون لدورات عسكرية وعقائدية معادية لدول التحالف العربي، في حين تكفلت الدوحة بدفع رواتب المجندين وتوفير احتياجات المعسكرات، إلى حين اكتمال إجراءات تأسيس الألوية العسكرية الجديدة، والضغط لإنشائها عبر وزارة الدفاع.

واستخدم حزب الإصلاح الإسلامي، نفوذه في سلطة الشرعية لإزاحة كل القيادات السياسية والعسكرية في محافظة تعز واستبدالها بأخرى موالية له.

وتشير التوقعات إلى أن الفترة المقبلة قد تشهد تصعيداً كبيراً من قبل تنظيم الإخوان في تعز، لجهة لعب دور في محاولة حصار عدن شمالاً بواسطة المعسكرات التي تم استحداثها في ريف تعز الجنوبي بتمويل من دولة قطر.