أمريكا عاجزة أم غير مكترثة.. الحوثي ينكِّل بموظفين سابقين لدى سفارة واشنطن بصنعاء

تقارير - Sunday 27 February 2022 الساعة 04:19 pm
صنعاء، نيوزيمن، تقرير خاص:

فيما تكتفي الخارجية الأمريكية بالتنديد الإعلامي، ارتفع عدد اليمنيين الذين اختطفتهم ذراع إيران بتهمة أنهم كانوا موظفين سابقين في السفارة الأمريكية في صنعاء.

واعتقلت سلطات الحوثي الإيرانية مساعد رئيس الملحقية الإعلامية بالسفارة الأمريكية بصنعاء الإعلامي عبد الرحمن سيف الشرعبي، الاثنين 21 فبراير/شباط الجاري.

وكانت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين اعتقلت قبل شهر ثلاثة موظفين سابقين في السفارة الأمريكية قبل أن تفرج عن اثنين منهم وتبقي على الموظف الثالث رهن الاعتقال.

وتكتفي التصريحات الرسمية الأمريكية بالتنديد، ولم تمارس أي ضغوط، وتقول إن مليشيات الحوثي تعتقل عشرات من الموظفين اليمنيين الذين كانوا يعملون في سفارتها بصنعاء منذ العام 2015م، ومواطنين يمنيين يحملون الجنسية الأمريكية.

وقالت مصادر مقربة من عائلات المعتقلين، إن أبناءها اعتقلوا بدون تهمة رغم انتهاء عملهم مع إغلاق السفارة، وجاءت الاعتقالات بعد لقاء بين قيادات حوثية والمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن السيد تيم ليندركينغ في العاصمة العمانية مسقط.

ولم يحظ الموظفون السابقون في السفارة بأي تضامن حقوقي، رغم انهم فضلوا البقاء في منازلهم بصنعاء دون ممارسة أي وظائف او انشطة تستحق الاعتقال، وتكتفي مليشيا الحوثي بالتحريض ضدهم كموظفين مع امريكا دون أي تهم مستحقة.

وكانت عناصر الحوثي قامت في العاشر من نوفمبر من العام الماضي 2021م بافتحام مقر السفارة الأميركية في صنعاء، الكائن بشارع "شيراتون"، ونهبت معدات ومحتويات السفارة.

وبالتوازي اعتقلت ثلاثة من موظفي السفارة السابقين من اليمنيين وهم: عبدالمعين عزان، وهو موظف سابق في السفارة وكان يشغل وظيفة منسق مبادرة الشراكة الشرق أوسطية MBI في صنعاء، وزميليه جميل إسماعيل المسؤول الاقتصادي في السفارة، وهشام الوزير وهو موظف في الوكالة الأميركية للتنمية التي تعتبر الذراع التنموية لوزارة الخارجية الأميركية، وذلك بعد اسابيع من اعتقالها 22 موظفا آخرين معظمهم يعملون ضمن طاقم الحراسة الأمنية الذي ظل يحرس مجمع السفارة.

>> الابتزاز والرشوة وتسيير طيران إلى مسقط.. أهداف الحوثي من اعتقال موظفي السفارة الأمريكية

مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التابعة لسلطة المليشيات الحوثية قالت لنيوزيمن: إن لجوء الحوثيين لاعتقال مواطنين يمنيين بحجة انهم موظفون في سفارة واشنطن او في أي سفارة لأي دولة اخرى في اليمن هو اسلوب مرفوض ومدان ولا يمت للعلاقات الدبلوماسية بين الشعوب والدول بأي صلة.

وأضافت المصادر: لكن أسلوب وطريقة المليشيات الحوثية هو تقليد ممنهج لأساليب النظام الإيراني في اقتحامه للسفارات الاجنبية وعلى رأسها السفارة الامريكية واختطافه واعتقاله للمواطنين الأجانب، او المواطنين الايرانيين الذين يحملون جنسيات اجنبية واستخدام هذا الاسلوب في التعبئة المخادعة لقواعدها.

واختتمت المصادر بالإشارة إلى أن تعامل المليشيات الحوثية وطريقة ابتزازها للأمريكان يأتي ليؤكد حقيقة الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن الذي سارع الى الغاء تصنيف مليشيات الحوثي منظمة ارهابية والذي كانت اقرته ادارة الرئيس السابق دونالد ترمب، مشيرة الى ان اسلوب الادارة الحالية القائم على فرض عقوبات على قيادات حوثية بشكل شخصي او حتى فرض عقوبات على شركات تمول او تسهل تمويلات الحوثيين امر غير مجد ولا يمكنه تحقيق اي نجاح عليهم مثلما هو الحال في العقوبات الامريكية على النظام الايراني.

الجدير بالذكر أن مليشيات الحوثي وعقب انقلابها على السلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014م اقدمت على اقتحام مقرات سفارات عربية واجنبية بعد ان كانت قد وضعت مسلحين تابعين لها لحراسة مقار هذه السفارات التي اغلقت ابوابها عقب ذلك الانقلاب باستثناء سفارة روسيا الاتحادية التي ظلت ظلت تمارس عملها قبل ان تضطر لإغلاق بابها واجلاء كافة دبلوماسييها وموظفيها الروس عقب استشهاد الرئيس السابق علي عبدالله صالح على أيدي المليشيات الحوثية بعد إعلانه الانتفاضة ضدهم في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) عام 2017.