بروتوكولات اتفاقية جنيف تعتبره إرهاباً محظوراً: بالأرقام.. الحوثي يعدم المدنيين قنصاً

تقارير - Saturday 12 March 2022 الساعة 07:19 pm
نيوزيمن، قسم التحقيقات:

"القناصة" وحدة قتالية في الجيوش الحديثة، لكن الذراع الإيرانية حولت "القنص" إلى "آلية إجرامية"، حيث تتجاوز حروب الجبهات إلى استهداف المدنيين من مختلف الأعمار، في جريمة إرهابية تؤكد صواب التصنيف الأممي لهذه الجماعة بوصفها "جماعة إرهابية".

قناصة الحوثي تحولوا من مقاتلين في مواجهة نظرائهم، إلى مجرمين محترفي قتل للمدنيين بالقنص المباشر.

وبين الحين والآخر يعلن عن ضحية مدنية في عمليات تخلف محيطاً من الوجع على امتداد أحياء محافظة تعز، أكبر التجمعات السكانية في البلاد المطوقة بالقناصة المنتشرين على محيط المدينة منذ سنوات.

ضحايا شهرين

"نيوزيمن" تتبع حالات القنص خلال الشهرين الماضيين في محافظة تعز التي أثبتت تعمد قناصي الذراع الإيرانية قتل مدنيين. وبلغ عدد الحالات التي تعرضت للقنص 11 مدنياً بينهم نساء وأطفال، تتبع "نيوزيمن" 8 حالات منها.. وهذه حكايتها.

وبينما العالم يحتفل باليوم العالمي للمرأة كان قناص الحوثي يصطاد رؤوس النساء في تعز.

المواطنة "سعيدة سالم" البالغة من العمر 41 عاماً، ذهبت تجلب العشب لأغنامها، جوار منزلها، لكن قناصاً حوثياً اغتالها في يوم عيدها العالمي من موقعه في جبل المجاعشة بمديرية مقبنة غربي المحافظة.

حياة علي مهيوب قاسم (50 عاماً) هي الأخرى قُتلت برصاص قناصة اخترقت كتفها الأيسر واستقرت في قلبها لتوقفه عن النبض في قرية وهر شمال مديرية جبل حبشي.

أما غانية رباش، فقُتلت في ريعان شبابها في تاريخ 2 مارس/آذار، متأثرة بطلقة قناص في منطقة العشملة إحدى مناطق مديرية مقبنة.

>> إرهاب حوثي بتعريف النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.. تفجير المنازل

"جميلة شمسان مسعود" تعرضت لرصاصة قناص في 6  فبراير/شباط من تبة السلال أثناء مرورها في حي الجحملية شرقي المدينة، لكنها نجت من الموت بأعجوبة.

الطفلة مريم عبد المولى الزبير (12 عاماً) لم تشفع طفولتها من استهداف القناص، إذ أصيبت أثناء تواجدها بحي بير باشا من قبل قناص حوثي متمركز في تبة القارع المجاورة لمعسكر الدفاع الجوي في27 فبراير.

بينما المسن هزاع حسان عبده الكويحي، قُتل برصاص قناص حوثي أثناء مروره بطريق المطاحن "مقبنة" في7 مارس/ آذار الجاري.

إعدام قبل اللقاء

وفي حادثة قنص لاقت تعاطفاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي كواحدة من الجرائم الشاهدة على استهداف المدنيين، اختطفت رصاصة قناص حوثي حياة مهندس النفط محفوظ دائل، وهو في زيارة لوالديه بمنطقة عصيفرة شمالي المدينة مخلفاً طفلة لم يتجاوز عمرها الخمسة أشهر.

>> صواريخ الحوثي على محطات الوقود.. استراتيجية قتل مزدوجة بهدف ترويع المدنيين وبث الإرهاب

يقول نبيل علي دائل (شقيق محفوظ) لـ"نيوزيمن"، إن قناصاً حوثياً قتل شقيقه أثناء وصوله إلى باب منزل والدته، التي كانت تنتظر زيارته. 

وأضاف، إن القناص الحوثي المتمركز في تبة حميد، التي تبعد عن منزل والدته نحو 600 متر، بعد استهداف محفوظ استمر باستهداف كل من يحاول إسعافه حتى فارق الحياة بعد نصف ساعة من طلقة نارية اخترقت كتفه واستقرت في قلبه.

ويتابع: إن والدته أصيبت بانهيار عصبي وتدهورت حالتها الصحية نتيجة قنص ولدها أمام المنزل، حيث جاء لزيارتها، ما استدعى نقلها إلى المستفشى الذي مكثت فيها خمسة أيام.

وكان محفوظ قد نال درجة الماجستير في هندسة النفط من دولة ماليزيا، وعاد لمدينة تعز بعد أن اغترب عنها منذ العام 2008.

القتل العمد

تقارير كثيرة صدرت عن عدة منظمات محلية ودولية وثقت ورصدت لجرائم القنص التي تمارسها مليشيات الحوثي منذ بدء الحرب.

"رعب القناص"، تقرير صادر عن منظمة سام للحقوق والحريات، وثق مقتل 365 مدنياً قنصاً وجرح 512 مدنياً بينهم 157 طفلاً و85 امرأة، سجلت منها أكثر من 345 إعاقة تعرض لها المدنيون بالمحافظة برصاص الحوثيين خلال الفترة من 2015 إلى ديسمبر 2020 في محافظة تعز التي وصفها التقرير "الأكثر تضرراً من هذه الجريمة".

"قنص الأطفال"، تقرير آخر صدر عن تحالف، أوضح أن استهداف المدنيين في تعز، الهواية المفضلة لقناصة مليشيات الحوثي. وشبه ما تقوم به مليشات الحوثي رحلة صيد للبشر منذ بداية الحرب وحتى كتابة التقرير.

ووثق التقرير، الذي تناول عمليات القنص التي طالت الأطفال في تعز، مقتل وإصابة (366) طفلا تتراوح أعمارهم بين (1-17 عاما) برصاص قناصة يتبعون ميليشيا الحوثي منذ بداية الحرب وحتى العام 2020.

قنص المدنيين إرهاب

وتعتبر عمليات قنص المدنيين جريمة حرب وإرهاباً، كون القناص على علم بهوية الضحية الذي يراه واضحاً أمامه قبل استهدافه.

وينص القانون الدولي الإنساني، أن قنص المدنيين من الأعمال الإرهابية، ونصت اتفاقية جنيف الرابعة (المادة 33) على أنه "تحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو الإرهاب"، كما نصت بروتوكولات اتفاقية جنيف "تحظر أعمال العنف أو التهديد بأعمال العنف التي تستهدف بصورة رئيسية بث الذعر بين السكان المدنيين"، مثل القيام بحملة قصف وقنص طويلة الأمد على المناطق المدنية.

واعتمد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، القرار 2624 "2022" تحت البند السابع، والذي يقضي بتحديد نظام العقوبات على اليمن، ويصف جماعة الحوثي في إحدى فقراته بجماعة إرهابية، كما يدرج القرار الحوثيين ككيان تحت السلاح المستهدف.