نفاق الإخوان.. "وحدويون" في عدن "انفصاليون" في حضرموت والمهرة
تقارير - Monday 19 September 2022 الساعة 03:16 pm"هل أنت مع مشروع دولة حضرموت"، استبيان على هيئة سؤال نشره الناشط الإخواني أنيس منصور على صفحته الخاصة في "تويتر" يجسد حجم النفاق الذي تمارسه جماعته عبر المزايدة بالشعارات الوطنية في حين تبطن عكسها تماماً.
سؤال منصور والذي يعد أحد أهم أدوات المطبخ الإعلامي للإخوان ويتهم بإدارة مئات الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء في سياق حملة إخوانية، الخميس، تتحدث عن "احتلال حضرموت" في الـ17 من سبتمبر 1967م.
حملة إخوانية تحاول فيها الجماعة إثارة ملفات الماضي ونبش ما حدث خلال فترة ضم السلطنات والمشايخ في الجنوب عام 67م من قبل الجبهة القومية التي تسلمت الحكم باتفاقية الجلاء التي وقعتها مع الاستعمار البريطاني، وشهدت تجاوزات وأخطاء كان لحضرموت نصيب منها.
اللعب بورقة "حضرموت" ومحاولة إيجاد نزعة "انفصالية" لدى أبنائها بالتغني بتاريخ وإرث المحافظة العريق وخصوصية مجتمعها، ليست وليدة اللحظة، بل جرى استخدامها من قبل الجماعة لأكثر من مرة خلال السنوات الماضية.
الجديد في الأمر أنها تأتي هذه المرة أشبه بمحاولة أخيرة ويائسة من قبل الجماعة لمواجهة تصاعد مطالب أبناء حضرموت، وتحديداً الوادي والصحراء، بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى وإحلال قوات النخبة الحضرمية بدلاً عنها، وهو ما يحظى بتأييد كامل من قبل المجلس الانتقالي ومحافظ حضرموت الجديد مبخوت بن ماضي.
وجددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي باجتماعها السبت، دعمها للحراك الجماهيري المتصاعد في مديريات محافظة المهرة ومناطق وادي حضرموت، للمطالبة بنقل القوات الشمالية المتواجدة هناك إلى جبهات المواجهة مع ذراع إيران وفقا لمقتضيات اتفاق الرياض.
وترى جماعة الإخوان بأن تحقيق ذلك يعني انتهاء نفوذها بشكل كامل في محافظات الجنوب، وهو ما تسعى لعرقلته بكل السبل الممكنة وباستخدام كل الأوراق المتاحة بما فيها ورقة "الانفصال" لتناقض بذلك كل شعاراتها "الوحدوية" التي ترفعها في حربها ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
وإلى جانب حضرموت، تستخدم الجماعة ورقة "الانفصال" أيضاً في محافظة المهرة بين الحين والآخر للإبقاء على نفوذها هناك عبر دعم الاعتصامات المسلحة التي يقودها المدعو/ علي سالم الحريزي ضد تواجد التحالف العربي وضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
اعتصامات الحريزي التي يغطيها إعلام الإخوان ويسعى لإصباغ الوطنية عليها بوجود علم الوحدة، إلا أن علماً آخر يبرز بوضوح في هذه الاعتصامات إلى جوار علم الوحدة، وهو علم السلطنة العفرارية التي كانت تحكم المهرة وسقطرى.
تجسد هذه الصورة مشروع الإخوان القائم على حقيقة واحدة هي أن "الغاية تبرر الوسيلة"، وأن تحقيق غاياتها سيتم عبر أي وسيلة وتحت أي لافتة أو علم كان "وحدويا" في عدن أم "انفصالياً" في حضرموت والمهرة.