سوق المخا المركزي.. دمرته المليشيات وهلال الإمارات يستعد لبنائه

متفرقات - Saturday 23 March 2019 الساعة 07:46 am
المخا، نيوزيمن، اسماعيل القاضي:

على مدى ثلاثة عقود كان سوق المخا المركزي، الذي تأسس في ثمانينات القرن الماضي، مقصداً لتجارة متنوعة وفرت دخلاً مهماً لكثير من التجار والباعة وخدمة للمتسوقين.. غير أن مليشيات الحوثي (الذراع الإيرانية في اليمن) دمرته وعطلت مصالح الناس المرتبطة بوجوده كأحد أهم أسواق الساحل إلى جانب سوق زبيد.

يتوسط مركزي المخا المدينة، ويقع جوار مدينة المخا القديمة، وجوار المحكمة، كان ملاذ المدنيين للتسوق، الذي تجتمع فيه السلع بكل أنواعها: خضروات، وفواكه، ومحال لحوم، واسماك، وبوفيهات، ومقاهٍ، ومحال ملابس، ومطعم، وصالونات، ومحل بهارت، سمن بلدي، وجبن بلدي، كل شيء تحتاجه بمقدورك جلبه من مشوار واحد بالذهاب إلى السوق المركزي.

تدمير المركزي تسبب في تدمير جزئي وكلي لبعض المحلات، ما تسبب في تعطيل وتدمير رأسمال العديد من التجار فيه، ولم يلق المركزي اهتماماً بعد التحرير، لتبقى مقهاية أبو سمير فقط كما هي، تعج بزبائن المقهى الكيك الذي يجلبه من قاعدة إب والشاي وفواكه باردة..

حالياً تناثرت محال الخضروات إلى حافة السوق، وصمد سوق الأسماك في المركزي حتى الآن، ويعج منذ الصباح بالباعة والمشترين للصيد، بعض أصحاب المحلات باشروا، منذ أيام، إصلاح دكاكينها، كما باشروا العمل الذي يشهد قفزات نوعية في التجارة والبيع والشراء

أنشئ السوق على نفقة الحكومة سابقاً، وحالياً لا تملك السلطة المحلية في المخا إمكانات كافية لإعادة السوق إلى مكانته السابقة، كما أكد مدير المديرية سلطان عبدالله محمود لنيوزيمن، أن سبب تضرر السوق وعدم صلاحيته هو قصفه من قبل المليشيات الحوثية، وبالتالي تضرر العديد ممن كانوا يعملون فيه.. إضافة إلى تعرض المواد الغذائية المعروضة، وكذلك سوق الأسماك للأتربة والتلوث.

وقال محمود، إن مسالة إعادة بناء السوق يحتاج إلى تكلفة كبيرة في الوقت الحاضر، ليس لدى السلطة المحلية قدرة على إعادة بنائه، لكنه أشار إلى أن السلطة المحلية تحدثت مع الهلال الأحمر الإماراتي لإعادة بناء السوق، وتمت الموافقة وإرسال المهندسين لعمل الدراسة لإعادة البناء، وتم رفع الدراسة.. وهو الآن قيد الموافقة النهائية لاستكمال إجازة إعادة البناء من قبل الهلال الأحمر الإماراتي.

وأضاف: لوكان ممكناً الترميم للسوق لكان أنجز قبل فترة، لكن المهندسين كان قرارهم هو إعادة بناء السوق، لأن الترميم غير مجدٍ؛ كونه شبه مدمر.

أبو سمير، صاحب المقهى هو الوحيد الذي رمّم دكانه، وباشر عمله منذ تحرير المدينة قبل عامين، وقال "مصدر رزقي عملت في إصلاحه وإعادة العمل فيه، إلا أنه ما زال يُمنّي نفسه بإعادة السوق إلى سابق عهده، كون المقهى لم يتضرر بشكل كبير.

الجلادي، صاحب محلات في قلب السوق، أصبح عاطلاً عن العمل في السوق، وبدأ يرتاد البحر، يتمنى أن يعود قريباً لتبدأ حياته في الاستقرار، قال "كل شيء انتهى.. كنت نزحت وأغلقت الدكان، وعند عودتي لم أجد شيئاً".

العدين، صاحب خضروات وفواكه، لم ينزح، ورابط في المدينة وموّنها بالخضروات والفواكه طول فترة الحرب في دكانه في السوق المركزي، ومع اقتراب المواجهات جلب ثلاث سيارات خضروات إلى دكانه وقصفت بضاعته التي قال إن قيمتها 700,000 ريال، وفتح محلاً خشبياً على مقربة من السوق المحروق، ويعمل فيه الآن، وتعرض هو الآخر لانفجار عبوة ناسفة زرعتها مليشيا الحوثي بجانب طريق المخا - عدن، وأصيب في قدميه، قال عن السوق المركزي أتمنى أن يعود وتعود الحياة فيه.

صادق، بائع ملابس من أبناء المخا هو الآخر يجلس عاطلاً عن العمل بعد تدمير السوق المركز. قال "نتمنى أن يعيدوا لنا المركزي وسنعمل على إحيائه، واقترح بناء سوق كبير (مول) يضم كل شيء، الدور الأول احتياجات ومتطلبات المواطنين، والذي فوقه يعملوا ملابس وحاجات مثل الذي في المدن الأخرى كعدن وتعز".

المواطنون كان لهم أمنيات أيضاً بعودة السوق، حيث قال أنور كعدول "نتمنى إصلاح السوق، كل مشترواتنا مليئة بالرمل في هذه الأيام، محال الخضار والأسماك كلها مكشوفة، ولم يعد هناك سوق بديلة"، وأضاف "إذا تحسنت الأوضاع نتمنى أن يعود السوق بالخضار والمشتريات اليومية، لأنها ستبقى في مكان محمي من الرمل".

عجوز في الخمسين تخرج من بيتها إلى السوق ومنه إلى المقوات وسوق الخضار على دراجة نارية وتتكبد رياحاً شديدة في ثلاث جولات كونها هي من يتسوق، تقول: "كنت اشل كل شيء من سوق المركزي وارجع أمشي على قدمي الآن أدفع 500 لأصحاب المتر يومياً".