مؤتمر تعز.. صباح أزرق يبدِّد ظلمة سبع سنوات عجاف

السياسية - Saturday 13 April 2019 الساعة 11:29 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

حتى مساء أمس لم تكن تظاهرة المؤتمر الشعبي العام حاضرة في الإعلام والتحشيد والمساجد، كما تعودت تعز عندما ينظم حزب الإصلاح تظاهرة أو مسيرة.. غير أن صباح تعز اليوم كان مختلفاً، وبدأ متحفزاً لحدث مهم لم تشهده المحافظة منذ انتخابات الرئاسة عام 2006م حين خرجت تعز من كل حدب وصوب مؤيدة لمرشح المؤتمر للرئاسة حينها علي عبد الله صالح، رحمة الله عليه.

خيول المؤتمر.. شعار ظهر في كل مكان، وسيارات قادمة من ريف تعز تحمل رجال المؤتمر بددت الرعب الذي يسكن موتمريي المدينة وزرع فيهم الحشد الإخواني طيلة 8 أعوام منذ 2011م..

ورسم جبل صبر وجبل حبشي لوحة فاتنة في قاموس السياسة والعمل الحزبي حين تقاطرت مواكب الرجال الحاملين علم اليمن والشعار الأزرق مرددين "بالروح بالدم نفديك يايمن".. جملة كانت وأصبحت شعاراً للمؤتمر الشعبي العام.

يشكل جبل حبشي وجبل صبر جناحي تعز، وقد كان لهم اليوم كلمة مسموعة بأنهما وإن كانت معسكرات الحشد الشعبي الإخواني على ترابهما بقوة الأمر الواقع إلا أن الشعب أقوى من الحشد الشعبي ومن مليشيات الإخوان التي عاثت فساداً في الحالمة.

حضر الفلاح والعامل والجندي والمعلم والمهني لتتشكل الصورة المفقودة في سماء تعز منذ زمان، وكان لسان أيوب طارش تردد برهبة.. هذه أرضي أسير في ضحاها.. وكان لسان الناس البسطاء يردد هذا هو الشعب يا إصلاح.

تواجد القروي العاشق للمؤتمر بثوبه المعفر برائحة الأرض والشجر وعلى جبينه تجاعيد رسمتها سنوات سبع عجاف ورغم كل الوجع والعناء مازال الشعار الأزرق فوق الهامات يغني للصمود والكفاح لاستعادة اليمن المنهوب، ومن تعز تبدأ الخطوة الأولى.

حضرت المدينة القديمة والجحملية والعسكري والجمهوري والأجينات وكل أحياء تعز التي شكلت دوماً حاضنة أصيلة للمؤتمر الشعبي العام حزب الشعب بكل فئاته.

كان مدهشاً هذا الاعتزاز بالمؤتمر رغم أن الجميع كان يعتقد أن هذا الحزب قد اندثر وتقاسمت القوى السياسية تركته ولن تقوم له قائمة بعد رحيل صالح..

حضر أنصار حمود الصوفي، وأنصار البركاني والعليمي، وحضرت مسراخ أمين محمود أيضاً ولم يترك الموتمريون يومهم دون تسجيل حضور قوي فاجأ الإصلاح ودفعهم إلى تغطية المظاهرة وكأنها جزء من شرعية الإصلاح وليس شرعية الوطن.

كما أن هذه التظاهرة وحدت كذلك حتى قيادات المؤتمر التي أكلها شتات الجغرافيا والولاءات والاستقطابات، وكان للخيل صولة وصهيل ورسالة قوية مفادها أن تعز ليست ملكاً للإصلاح وأن الشعب ما زال حاضراً وفي الموعد يحضر.