من مهاجمة السفن إلى هجوم "أرامكو".. إيران تحرك أذرعها لإشعال المنطقة

السياسية - Wednesday 15 May 2019 الساعة 12:08 am
عدن، نيوزيمن:

أكد الهجوم الذي نفذته ميليشيا الحوثي بطائرات مسيرة ذات صناعة إيرانية، فجر الثلاثاء، على خطوط أنابيب النفط في منطقة الرياض، مدى الترابط الوثيق بين ميليشيات الانقلاب ونظام ملالي طهران.

كما عكس هذا الهجوم الخطورة التي باتت تشكلها ميليشيا الكهنوت الإمامية ليس على أمن واستقرار اليمن فحسب بل على الأمن القومي العربي وأمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.

ويجسد الهجوم، على أرض الواقع، ما ذهب إليه الخبراء والمحللون بان إيران أنشأت ميليشيا الحوثي، لتكون خنجرا في خاصرة الجزيرة العربية وترتبط بحوزة قم أكثر من ارتباطها بالهوية اليمنية أو الانتماء القومي العربي.

وجاءت الأهداف التي طالها الهجوم الحوثي بعد يومين من عمليات تفجير اربع سفن نفطية قبالة ميناء الفجيرة الاماراتية لتعكس بجلاء اهداف المخطط العسكري الايراني الساعي الى افشال بدائل مضيق هرمز الذي هدد بإغلاقه وليؤكد في الوقت ذاته ان الميليشيات المسلحة التي استحدثتها طهران في بعض دول المنطقة قرارها بيد ايران وتعد اداة طيعة لتنفيذ مخططاتها متى شاءت واين ما تشاء.

وبعد اشتداد العقوبات الاقتصادية الأميركية على طهران وتصفير صادراتها النفطية لجأت إيران للتهديد مجددا بإغلاق مضيق هرمز، وهو المعبر الذي يمر عبره ما يقارب ثلث الإمدادات النفطية العالمية التي تنقل عبر البحار، أي ما يزيد على 2.5 مليون برميل يومياً، لكن بين 2010 و2019 تغيّرت أشياء مهمة في خريطة الإمدادات.

وقد أنجزت السعودية خطا جديدا لنقل النفط من الشرق إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، بطاقة تقارب 5 ملايين برميل يوميا -وهو الذي تم استهدافه اليوم- كما يجري العمل بمشروع لزيادتها إلى 7 ملايين برميل يوميا.

في حين دشنت الإمارات خط أنابيب ينقل النفط من حقول أبوظبي إلى ميناء الفجيرة، بطاقة 1.8 مليون برميل يوميا -وهو الميناء الذي استهدفت اعمال التخريب اربع سفن نفطية قبالة سواحله قبل يومين.

وبإمكان الإمارات والسعودية عبر هذين البديلين أن تصدّرا ثلثي نفطيهما من دون المرور بمضيق هرمز.

ولذلك كان العامل المشترك بين ما جرى في الفجيرة من تخريب لسفن تجارية وفي السعودية من استهداف لمضخات لنقل النفط عبر البحر الأحمر، هو استهداف بدائل تصدير النفط عبر مضيق هرمز الذي هددت إيران بإغلاقه ومنع تصدير نفط الخليج كرد فعل على تصفير واشنطن لصادراتها النفطية.

ومن هنا يتضح ان الهجوم الحوثي كان بقرار من نظام ملالي طهران وترجمة لأهدافه وخططه وتنفيذا لاستراتيجية ايرانية تسعى لقطع امدادات النفط للأسواق العالمية.

وبالقدر الذي ازاح هذا الهجوم القناع عن ميليشيا الحوثي واظهرها بوجهها الايراني الحقيقي فانه بذات القدر يثبت صوابية القرار الذي اتخذه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وشقيقتها دولة الامارات العربية المتحدة لنجدة الشعب اليمني وتخليصه من هذه العصابة الانقلابية التي تسعى لسلخ اليمن من هويته العربية وربطه بمحور الشر الايراني.

وأمام هذا الهجوم الايراني عبر ذراعه الحوثية تتجلى خطورة هذه الميليشيا الارهابية على امن المنطقة والعالم وكذا المخاطر المترتبة على استمرار سيطرتها المسلحة على جزء من اليمن.

على ان سر بقاء سيطرتها على بعض مناطق اليمن لأكثر من اربعة اعوام لا يكمن في اعتمادها على خبراء الاستراتيجيات العسكرية الايرانية ودعم طهران العسكري والسياسي والمالي والاعلامي فحسب، بل يرجع الى فشل حكومة عبدربه منصور هادي، الذي رافق عمليات التحالف العربي منذ بدئها في 26 مارس 2015م.