إدارة التوحش الحوثي ليس يمنياً.. وفي قعطبة.. هكذا يتم تأديبه - فيديو

السياسية - Friday 17 May 2019 الساعة 09:55 pm
نيوزيمن، كتب/نبيل الصوفي:

ننشر في صفحات نيوزيمن على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع تظهر السيطرة ليست فقط الميدانية ولكن حتى النارية على مساحة تحرُّك الحوثي في قعطبة.

تظهر المقاطع أنَّ كل هذه العنتريات الحوثية، لم تكن سوى استراتيجية إعلامية، لعلَّه هو نفسه ضحية لها من سادته في حزب الله، الذين لا ينافس الجزيرة والإخوان سواهم في إدارة الحرب الإعلامية، بحيث يقتنع مقاتلهم أنه لا يذهب للجبهة إلا تحصيل حاصل، أما النصر فهو قد سبقه أصلاً..

يذهب المقاتل الحوثي، باحثاً عن الغنيمة، أما الحرب فقد صوَّر له إعلامه أنها محسومة مسبقاً.. فالله والأرض والسماء معهم، ثم إنَّ الإعلام واضح فهو يظهر له التقدمات أصلاً.. ايش عاد باقي.
فيندفع العدد الكبير..

استراتيجية متوحشة، تحتقر المقاتل الموالي.. لا تراه شيئاً، كأنّها تقول: "يحمد الله أنه يقاتل لخدمة سيده".

أما الخصم، فهي لا تراه.. يعجز عقلها عن رؤيته، في حالة من الكفر بالله وبالأسباب والسنن، لم تحدث إلا من قِبَل إبليس اللعين..

الحروب الإنسانية، لها أهداف وأسس ومراحل ومعايير للصواب والخطأ، للقدرة والعجز.. للمجازفة والسلامة.. للنصر والهزيمة، أما حرب العنجهية القادمة من قصور تجار الموت في حزب الله فهي حروب مافيا، صفرية.

هذه ليست حتى خبرة يمنية، لا ديناً ولا دنياً.. ولا حتى إيرانية، فإيران دولة فارسية، ومن المعروف تاريخياً أنَّ الفرس يديرون كل حروبهم بالحيلة.

هذه تجربة خاصة بحزب الله، حيث اختلط الحقد الطائفي، بالادعاء السلالي، بخبرة مافيا اليونان واللاتين والطليان، وتجار الخراب في بلاد الشام، وهم أجرأ من عرف التاريخ تجارة بالصراعات، ديناً ودنيا.

هي استثمار، وليست جهلاً ولا عصبية.

ليست عربية، فالعرب جلفون في حروبهم، والجلافة ضد التجارة، وتذهب للهدف مباشرة صواباً أو خطأً، وانتهت الحكاية.

سننشر المقاطع مفردة ومجتمعة، وسترون كم هو الميدان أكبر أصلاً من عنتريات الحوثي.

والأهم، ستلاحظون عجزنا نحن عن توظيف هذه الفيديوهات، لو كان واحد منها لدى الحوثي وفي صفه لحولها إلى أيقونة يتابع فيها الهاربين ويصيح: شردوا، ويتابع فيها الجثث تتطاير.. ويحشد الغريزة في أعماق المتابع، الموالي يمنحه بها صلفاً كافراً بالله، والمعادي يضعفه ويسخف من قدرته.. هكذا فعلت بنا جميعاً مقاطع الحوثي من الحدود قبل سنوات..

أما نحن فلا نملك هذه القدرة على التوحش.. وأنتم ترون لم تتوقف دماء اليمنيين على الطرقات التي يريقها الحوثي، وعاد معانا إعلام وسياسة انشغلوا كلية أمس باستهداف خاطئ لبيت في صنعاء، مهما كان جرمه لا يجب أن يشغلنا عن الهدف الأكبر، وهو السبب لكل جريمة في اليمن.. الحوثي.

قتَلَنا الحوثي، وشرَّدنا وسحق وطننا، وأراق دم الأبرياء.. ومنا من لا يزال يريد شروطاً للحرب معه، كأنه ينتج فيلماً لا يحارب مجرماً..

يتحرك المقاتل من قلب صعدة أو غيرها، حاملاً بندقيته والأمر الوحيد له: انتصر، اسحق من تقدر، ولا تقِم وزناً لأي شيء.. أي شيء، كبيراً أو صغيراً، بيتاً أو متجراً، قرية أو مدينة.. أنت أصلاً وحدة الحق والبطولة والصدق، وكلهم دواعش..

ويرتعش الواحد منا، وهو يكتب ضد الحوثي.. لذا ينتصرون.. ونصرهم يعني تعقيداً إضافياً ودماً زائداً ومعاركَ موجعة وشتاتاً أكثر..

ولو قابلناهم كما يستحقون، لكانت اليمن سلمت باكراً ونجت من كل هذا العبث والهوان..

نحن بالكاد واحد يصوِّر وواحد يطلق النار، وواحد ينشر، وخلاص..

غير أنَّ الأهم، هو هذا، أن يدرك الحوثي حجمه الطبيعي في الأرض، كلما أحكمت المقاومة الجنوبية والقوات المشتركة السيطرة على الأرض من الحديدة وحتى قعطبة، تعقد الأمر قليلاً على حزب الله في تجنيد مقاتلين، إذ سيقول له الناس: رُح انتصر ونحن سنلحقك.. اسبق فرش الديوان.

ولكل شهيد وجريح، وصحيح من رجال القوات المشتركة، من حزام أمني، ولواء أول عاصفة، ومن مقاومة جنوبية في الضالع، أنتم تاج رؤوسنا، لن نوفيكم حقكم.. ولا يمكن للأقل مكانة أن يدَّعي أنه يمنح الأعلى مكانة.

أنتم من تمنحون الكلمة قيمتها، وأنتم من تحت أقدامكم تنهار ادعاءات الحوثي وحلفائه وشركائه ومخدوعبه..