سكان صنعاء يرفضون الحوثي بإفطار صامت وعيد تنقصه الصلاة

السياسية - Tuesday 04 June 2019 الساعة 06:52 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

شهدت العاصمة صنعاء، اليوم الثلاثاء، ما يشبه الرفض الصامت للمليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، من خلال إفطار معظم الناس وإصرارهم على رفض الصيام بناءً على الفتوى الحوثية التي تأخرت حتى الساعة التاسعة والنصف.

وفيما بدا أنه رفض لتوجهات المليشيات السياسية أفطر معظم الناس في بيوتهم رغم عدم قدرتهم على أداء صلاة العيد، وسخر الكثيرون من إصرار المليشيات على فرض توجهاتها على الناس بالقوة.

في منطقة سعوان بالعاصمة صنعاء أصرت المليشيات الحوثية على إرغام مساجد تابعة للسلفيين على إقامة صلاة القيام بالقوة حتى يقتنع الناس في المنطقة بأن الثلاثاء هو اليوم المكمل لرمضان وأن الاربعاء عيد.

وقالت مصادر محلية لنيوزيمن، إن طقماً تابعاً للمليشيات الحوثية وصل عند الساعة الواحدة والنصف من فجر الثلاثاء وأرغم إمام الجامع ومن معه على إقامة صلاة القيام، وأنهم اضطروا للخضوع والصلاة لأربع ركعات فقط.

وعلى الرغم من القبضة الأمنية الشديدة التي تفرضها المليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء، إلا أن معظم السكان أفطروا، اليوم، وفتحت كثير من المسالخ والمخابز أبوابها منذ الصباح الباكر، فيما ظهر كثير من المواطنين وهم يتبادلون التهاني وسط الشوارع ويشترون اللحوم والدجاج، ويؤكدون أن اليوم الثلاثاء هو عيد، وأنهم لا يمكن أن يتبعوا المليشيات التي تحول الدين إلى مجرد وسيلة استرزاق سياسي.

أبو أحمد العلواني قال لنيوزيمن، أنا وغيري الكثيرون أفطرنا لأننا شعرنا أن الحوثيين غلبوا السياسة على الدين، وإلا فما معنى أن يتأخر الإعلان عن كون الثلاثاء هو مكمل لشهر رمضان إلا الساعة التاسعة والنصف وتحديدا إلى أثناء ظهور زعيم المليشيات وهو يلقي هراءاته اليومية، أليس ذلك له بعد سياسي متعلق بفكر الولاية المزعوم؟!

صالح الهمداني هو الآخر استغرب من العبث الحوثي بالدين وتحويله على مزاجهم، وقال رغم أن هناك دولاً لا تزال صائمة اليوم الثلاثاء إلا أن الحوثيين زيدوا بها، فمعظمهم صام يوم الأحد كي يخالف السعودية، واليوم يقولون إن صيامهم الأحد كان من شعبان، وذلك في عبث واضح بالدين.

في سوق الخضروات الأكبر في العاصمة والمعروف بسوق علي محسن كان معظم الباعة فاطرين.. وفي شارع الزراعة والجزائر وحدة فتحت المسالخ منذ ساعات الصباح الأولى أمام الزبائن. وقال أصحاب مسالخ لنيوزيمن، إن كثيراً من الزبائن جاءوا إليهم واشتروا لحمة العيد، وعبروا عن غضبهم من إصرار الحوثيين على تقسيم المجتمع باستغلال الدين لأهوائهم.

وأمام محطات بيع الغاز شوهد سائقو باصات الأجرة وهم يطوبرون لتعبئة الغاز وهم يمضغون القات. وقال بعضهم لمندوب نيوزيمن، كيف لنا أن نصوم بعد هؤلاء المجانين الذين صاموا يوم الأحد ويريدون العيد يوم الأربعاء.

وعلى الرغم من أن كثيراً من الحوثيين اقدموا على الصيام قبل عامة الناس بيوم واحد لكن كثيرا منهم اضطروا اليوم لإخفاء إفطارهم خشية أن يؤثر ذلك على سمعة المليشيات أمام الناس ويبرر لهم الإفطار علنا والكثير منهم لجأ لتبرير ذلك بأنه صيام شك وأنه يوم من شعبان.

إلى ذلك انتشرت أطقم ونقاط أمنية كثيرة في شوارع العاصمة صنعاء، وتقوم بتفتيش الناس وبعضهم استخدم القوة ضد المفطرين. وقال السكان إن الحوثيين يريدون إرغام الناس على الصيام بالقوة، وهو ما لم يسبق حصوله.

وعلى الرغم من كل الإجراءات والطرق التي استخدمتها المليشيات الحوثية إلا أن صنعاء شهدت رفضاً صامتاً لتوجهات المليشيات عبر إصرار السكان على الإفطار اليوم الثلاثاء واعتباره يوم عيدهم وإن كان عيداً بلا صلاة خوفاً من بطش المليشيات.