رصد- يوميات العيد والتصعيد في الحديدة: جاري البحث عن "بعثة أممية"!

المخا تهامة - Saturday 17 August 2019 الساعة 09:11 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن،خاص:

الرصد اليومي خلال أسبوع، من أول أيام عيد الأضحى يوم الأحد - السبت، يظهر وتيرة تصاعدية متسارعة لعمليات التصعيد العسكري والتحركات الحوثية في جبهات الحديدة والساحل الغربي، حيث كثفت المليشيات بصورة ملحوظة وكبيرة من عمليات القصف المدفعي والصاروخي العنيف ومحاولات التسلل والهجمات وتحريك القوات ودفع مزيد من التعزيزات وتحشيد مقاتلين.

أحبطت القوات المشتركة، خلال الأيام الأخيرة، عمليات عسكرية واسعة وهجمات نفذتها المليشيات الحوثية نحو مواقع القوات داخل مدينة الحديدة وعلى محاور وجبهات الدريهمي وحيس والتحيتا، بالتزامن مع يوميات القصف المكثف والعنيف والدفع بالقوات وتحشيد المقاتلين خصوصاً نحو حيس والتحيتا والدريهمي وداخل المدينة- الحديدة.

هجمات وتسللات

أكثر من محاولتي هجوم أحبطتها القوات المشتركة داخل مدينة الحديدة، بالتتابع، استهدفتا الأحياء الشرقية المحررة وحي منظر جنوب المدينة بأطراف مطار الحديدة ومني بخسائر كبيرة قتلى وجرحى وتدمير أسلحة.

وأحبطت القوات المشتركة هجومين على الأقل نفذتهما المليشيات الحوثية خلال الفترة نفسها نحو مواقع القوات المشتركة في جنوب وشرق مديرية الدريهمي، إحداهما أعاقت مرور قافلة مساعدات إنسانية أممية كان مقررا لها أن تصل إلى السكان المحاصرين في قرى نائية بمركز الدريهمي ووجهت قيادة القوات المشتركة بضبط النفس لمرور القافلة فاستغلت المليشيات ذلك ونقضت اتفاقا مسبقا ونفذت هجوما تكبد خسائر فادحة.

وكسر رجال القوات المشتركة أكثر من ثلاث محاولات هجوم وتسلل في شمال وشرق مديرية التحيتا آخرها يوم الجمعة، ودفعت المليشيات إليها بقوات كبيرة وآليات ومقاتلين، ومثلها نحو الجبلية جنوب المديرية.

أعنف الهجمات وأكثرها استماتة وتكراراً مع تكثيف الحشد والقصف العنيف والهستيري تحدث على مديرية ومدينة حيس في أقصى جنوب الحديدة من الجهات الشمالية والشمالية الشرقية وغرب المديرية مع استقدام مقاتلين من إب عبر مفرقي العدين-الجراحي وسقم. وأفشلت القوات المشتركة محاولات تقدم وتسللات وهجمات متعاقبة خلال الفترة نفسها.

أعنف يوميات التصعيد والتحشيد

خلال ذلك يتواصل القصف العنيف بمختلف القذائف المدفعية والصاروخية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وأسلحة القناصة على مواقع وتمركزات القوات المشتركة في شرق مدينة الصالح جنوب المدينة وفي الأحياء الشرقية المحررة بمدينة الحديدة، وعلى مواقع القوات المشتركة في الأطراف الجنوبية للمدينة عند تخوم وأطراف شرقي وشمالي الدريهمي.

لكن أعنف جولات ويوميات القصف المكثف والمتواصل لم تبرح مديريتي ومدينتي التحيتا وحيس. خلف الاستهداف العشوائي والهستيري بالمدفعية والقذائف المختلفة والعيارات الثقيلة والمتوسطة والقناصة، ضحايا، نساءً وأطفالاً ومواطنين في المدينتين، وتضررت بشكل كلي وجزئي منازل ومحال وألحق القصف خسائر كبيرة في المزارع والممتلكات.

ولا يزال القصف الليلي الإرهابي يتسبب في حالة ذعر وخوف لدى المواطنين خصوصاً الأطفال والنساء جراء الضرب المتواصل والعنيف على الأحياء السكنية في مركزي المديريتين.

وتكثف القصف -نهاراً وخلال فترة الصباح والظهيرة خصوصاً- على مواقع القوات المشتركة في منطقة الجبلية جنوب التحيتا بمختلف الأسلحة والقذائف المدفعية وصواريخ لو. ودفعت المليشيات مراراً بحشود وقوات إضافية إلى الجبلية.

ويوم الجمعة توسعت المليشيات الإرهابية في التصعيد العنيف إلى القصف على منطقة الفازة الساحلية في جنوب التحيتا وبمحاذاة الخط الساحلي جنوب غرب المديرية.

تحريك قوات ومقاتلين

استمرت مظاهر التحشيد وتحريك القوات واستقدام التعزيزات والمسلحين خلال وعلى تخوم خطوط التماس وفي الأحياء السكنية داخل مدينة الحديدة علاوة على أعمال استحداثات وحفريات ونشر واسع للقناصة والاستهداف المباشر على جنود ومواقع المشتركة. وتكرر الأمر مرارا بصورة أكبر وبأعداد أكثر باتجاه حيس والتحيتا ولكن نحو حيس أكثر.

أكاذيب الهدنة واللجنة

شواهد يوميات العيد والتصعيد تكرس واقع الانسلاخ الحوثي البات عن الالتزام بأي هدنة أو اتفاق. وهو ما كرس فشل لجنة المراقبين والبعثة الأممية في بلورة مخرجات الاجتماع الأخير على ظهر سفينة في عرض البحر للجنة التنسيق المشتركة قبيل موعد تقديم غريفيث لإحاطته، وانتهى الأمر عند ذلك كحاجة مناسباتية للمبعوث ليس إلا، وهو ما تكرس وتكرر على ذات المنوال والطبيعة.

ولم يعد أحد، للمفارقة، يسأل عن غياب البعثة الأممية ولجنة المراقبين برئاسة لوليسغارد. تغيب تماماً عن الأجواء والميدان واليوميات وينعدم أي نشاط أو فعاليات من أي نوع في حين تحضر شواهد الحرب بكثرة وبكثافة، إلا أنه يقال عنها، مع ذلك، خروقات (..) على سبيل المراعاة لشكليات هدنة ماتت عندما قيل إنها بدأت السريان.