آخر مرة تابعت فيها فيديو مقتل المفكر والسياسي جار الله عمر الذي تمر ذكرى استشهاده ال19 في 28 ديسمبر من كل عام؛ كان في عام 2005 وكتبت عنه مقالا في صحيفة الأسبوع الأهلية، التي كنت مبتدئا فيها أحرر بعض الأخبار الثقافية لصاحب الامتياز حسن العديني وجمال حسن، كان عنوان المقال: "لقد مروا 1000 مرة يا جار الله"، وكتبت نصا تم تضمينه كتاب الأربعينيات في حينه.
منذ ذلك العام إلى اليوم وأنا أتحاشى متابعة مشهد القتل البشع بحق رجل بحجم جار الله عمر، في مرحلة صعبة ومتميزة، كانت تمر بها البلاد، من ناحية الحراك السياسي والديمقراطي، وفي مكان لا يليق؛ أن يتحول إلى "مذبح"، وأمام أنظار العالم؛ والناس من أطفال وأمهات وشباب وشيوخ أولهم أولاده وأسرته الكريمة.
كلما مر مشهد اغتياله في 2002 أتجاوزه بسرعة.
أحيانا أشعر في مثل هذه المواقف وكثير من المواقف المشابهة والإنسانية أنني مذنب، ولي يد في كل ما يجري.
هو جلد للذات، جلد ضروري، وإحساس يجب؛ أن يكون لدى جميع الساسة والمسؤولين، حتى الذين لهم علاقة بالأدب والثقافة والعلوم والفلسفة، وصناع الرأي والمحتويات المؤثرة، ورجال الدين الذين يسعون إلى الوسطية والوضوح وليس دعاة الدجل والخرافة.
في اليمن ثمة اغتيالات وقعت منذ ما بعد قيام ثورة 26 سبتمبر، على الأقل، سواء لسياسيين أو مثقفين أو ناشطين أو مفكرين أو قادة، يجب أن نتوقف عند أدواتها وخلفياتها بتجرد، يجب أن ننكرها وندين الذين ارتكبوها خاصة تلك المبنية على التطرف العقائدي، من قبل جماعات التكفير ومن يدفع بهم تحت دعاوى دينية؛ قائمة على التضليل والعواطف وهي الأخطر.
رحم الله الشهيد جار الله عمر.
......
انفرط العقد
بعدك يا "حِيدُ"
نالنا التعب
وساور الشك أفئدة بها لهب
ما أضيق العيش في قوم تؤمهم
جماعة لا عرف يحكمها ولا عيبُ
*
انفرط العقد بعدك يا قيل
واستبد بنا الغريب
وتسللت روح السلالة
مثل
طاعون مريب
تسلل الإفك
والأخوة الصفراء
والربيع المر
خانتنا
بقايا الروم
حوافر الاتراك
نار الفرس
والمدن المليحة
والسنون
وأساقفة الأمم
والبنتاجون
ودعاة الحرية
والفوضى الخلاقة
حتى حلاقو البيت الأبيض
وحراس البيت الأسود
خائنون...
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك