الحقيقة أن الخليج العربي أقرب إلى أبناء الجنوب من صنعاء وصعدة، هذا ما أكدته الوقائع والأحداث والروابط الاجتماعية.
ذهب أبناء الجنوب إلى صنعاء بدولتهم وأرضهم ونظامهم وثروتهم، وعادوا جميعهم مطرودين من الرئيس البيض إلى الرئيس هادي.
طردوا جميعهم من صنعاء واحتضنهم الخليج العربي، رغم ما قدموه من تنازلات للشمال على حساب الجنوب، ورغم وقوفهم في مراحل كثيرة ضد دول الخليج.
دخلوا في وحدة غير مدروسة كل بنودها وكل مخرجاتها لصالح الشمال، وتحولوا إلى أعداء للشرعية وانفصاليين وإرهابيين وقتلة ومجرمين محكوم عليهم بالإعدام.
لم يذل أحد الجنوب مثل ما أذلته صنعاء، ولم يقف أحد مع أبناء الجنوب مثل ما وقف الخليج العربي.
لم يكتفوا بذلك، بل الحكام الجدد للشمال في 2015 أرادوا إخضاع الجنوب بالقوة مرة أخرى، بحرب غير متوازنة ولا متكافئة، استخدموا فيها موارد الدولة وأسلحتها وأموالها لإنهاء الهوية العربية السنية لأبناء الجنوب.
تدخلت دول الخليج مرة أخرى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، رغم كل التعقيدات التي تعيشها المنطقة والعالم، وساهموا بدعم الجنوب عسكرياً وإعلامياً ومادياً، وظهر المجلس الانتقالي الجنوبي الذي أوقف عبث القوى السياسية الشمالية بالجنوب، قوات العمالقة الجنوبية التي ردت الاعتبار للأرض والإنسان في الجنوب، وظهرت قوات الأحزمة الأمنية والدعم والإسناد والنخب الحضرمية والشبوانية، لتحفظ الأمن والاستقرار وتقطع يد العبث التي طالت مناطق الجنوب طوال 30 عاما.
كيف تريدون من ابن حضرموت أو يافع أو شبوة وسقطرى وغيرها من المناطق الجنوبية، أن يقف مع صنعاء "الحوثية" ضد الخليج العربي الذي كان سندا وعونا له في مراحل كثيرة.
اليوم الآلاف من أبناء هذه المناطق صاروا مواطنين في هذه الدول ولهم حقوق وعليهم واجبات في بلدان أعزتهم وقدرتهم وأعادت الاعتبار لهم ولأهلهم، بعد أن فقدوا مواطنتهم وكرامتهم وحقوقهم في الداخل بسببكم!
هذا الترابط ليس جديدا، بل التاريخ يعيد نفسه ولن تستطيع أي قوة تغييره وإن حدثت بعض الإرهاصات في مرحلة من المراحل.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك