فكري قاسم
غيروا البالدي في الرياض عشان ما يكون حوار طحالب؟!
طلع اسمي بين أعضاء مؤتمر حوار الرياض في كشف تداولته مواقع التواصل خلال الأسبوع الماضي دون ما أعلم.
وما دريت إلا وأنا بين رسائل يطنين في الواتس والفيس وsms مبروووك
واللي يتصلوا يباركوا ويسالوني ايحين السفر؟
وجارنا شافني خارج من البيت نبع فرحان يتحدفني بالاحضان ويبشرني أنهم شيصرفوا من 200 الف ريال سعودي لكل عضو رايح للحوار.
وابو البقالة يسألني: شفت اسمك في الكشف؟ هو صدق؟
- ايوه صدق؛ أي خدمات؟
رديت مهنجم قلت اطمنه أننا مقبل على مرحلة رخاء من سب لا يقلق من الحساب.
وتوكل كرمان اسمها معي في نفس الكشف؛ عملت منشور تقول انها مش رايحة للحوار في بلاد تقصف بلادها، وواحد حوثي من البلاد عمل لمنشورها مشاركة لصفحتي وقال يكلمني:
- توكل حسمت أمرها باقي فكري قاسم ايش موقفه؟
وقلت الموضوع جد يعني مش مزاح.
المهم اسبوع سار من عمري وانا في بحبوحة نعيم الحوار اقول لنفسي:
- ما دام واسمي موجود بين أعضاء الحوار؛ خلاص البلاد شتتطور والحرب شتنتهي وعصر الرخاء مقبل يجري على كل اليمنيين.
وطول الاسبوع وعيني ترف كل يوم
ومستغرب كيف لهم ذكروني وانا اسمي ما قد طلع مرة حتى في كشف الصحة والتسنين؛ ومنو هذا الحبوب ابن الناس االلي ذكرني هذه المرة ورشحني اسير لحوار على درجة عالية من الأهمية والرفاهية والرخاء؟!
وزاد جالي اتصال من واشنطن ثاني يوم ماشفت اسمي في الكشف وصوت سيدة ترطن معي انجليزي وانا اقولها - آي دونت سبيك انجلش.
وهي ولا افتهم لها؛ قلت يمكن قصدها تسألني هل انت موافق تسير الرياض لمؤتمر الحوار؛ ومكنتها تأكيد:
- يس يس يس يس.
وجلست مراعي من بعدها لأي اتصال عربي يحدد لي متى السفر وجهزت حالي اتمرن ايش باقول في الحوار وايش المحور الذي شاكون فيه وشنطتي جاهزة والثياب داخلها معطفات وجارنا كل يوم يسألني:
- هيا ماعد قالوا ايحين السفر؟
ولا ينسى أن يذكرني بأنهم شيصرفوا لنا من 200 الف ريال سعودي وان مصروفه حق رمضان مضمون وانا أخبط له صدري "ولا عليك".
سألت صديقا من الواردة أسمائهم معي في نفس الكشف:
- ذلحين هذي الاسماء صدق؟
وقال لا ما احد اتواصل معه لا بالعربي ولا بالانجليزي.
سألت زميل آخر من الصحافيين اللي راحوا الى الرياض برسالة واتس:
- هذي الاسماء صدق؟
عكمني برد سريع: لا تصدقش!
وامس الاتصالات:
- هيا وكيف سافرت أو عادك؟
- قد كلهم في الرياض وانت مقعلل بقعتك ليش ما سرت؟
واليوم بدأ المؤتمر وانا مش موجود وخرجت الظهر اسير اشتري قات ولقيت جارنا محبط يسألني بضجر:
- مالك ما سرت؛ انت مجنون؟ مائتين الف سعودي كيف تفلتها؟
- مش انا الذي فلتها؛ محد تواصل معي كيف اسير هكذا اتلبج.
- وذلحين ما عتفعل؟
- ولا شيء الموضوع كله بكله تسريبات وان شاء الله في الحوار القادم؛ عاد احنا مطولين ياضاك.
قال وقد فقد الأمل في مصروف رمضان على ما يبدو:
- طيب قدم تظلم.
ضحكت وقلت لنفسي وانا امشي من جنبه:
- هو صدق والله لازم اقدم تظلم لانو اللي وهفوا للحرب من اولها باقوى قوتهم؛ وهاجموني بشراسة يوم رفعت في وقت مبكر من بدء الحرب شعار:
"انا ادعم السلام بين اليمنيين"
هم اليوم اللي يوهفوا للسلام باقوى قوتهم.
وهذا حال البلد عموما مثل النافورة تماما، هو نفس البالدي الماء يطلع وينزل ما غيره، حرب والا سلم هي نفس البضاعة.
وان شاء الله يخرجوا لنا من حوار الرياض في هذه المرة ببالدي جديد يغير ماء النافورة؛ لأن قد ملانها طحالب.
وقد الطحالب في كل زوة وفي كل معسكر وكل وزارة وكل إدارة
ووضع الشرعية كله مطحلب.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك