أولاً ما يجب أن يفهمه ويعيه المواطن العادي في تعز أنه لا يوجد لدينا أي مصلحة من كراهية محافظتهم، على العكس ما يحصل لأهلها من معاناة تجعلنا نتضامن معهم ونقف إلى صفهم، وصلاح تعز وتنميتها ستكون له انعكاسات إيجابية على عدن بالذات وباقي المحافظات الجنوبية الأخرى.
لكن عليهم قراءة هذا المقال بتمعن حتى يعرفوا أين تكمن مشكلة تعز الحقيقية لعل وعسى تحدث صحوة مجتمعية تعيد الأمور إلى نصابها.
وجهة نظري هذه هي وجهة نظر الكثير أن مشكلة تعز دائماً في نخبتها، وهذا رأيي الذي بسببه يصفني الكثير من هذه النخبة بالعنصري المستفز!
هذه النخبة المتمثلة بالمسؤولين والصحفيين ونشطاء المجتمع المدني الذين كان دورهم تجهيل أبناء تعز وتسليط الضوء على قضايا عمومية لا تنفع المحافظة بشيء بل تضر المواطن فيها.
نخبة تعز رهنوا أنفسهم لأحزاب سياسية محلية وقوى إقليمية، ونسوا محافظتهم.
أجزم أن الكثير من أبناء تعز بسبب هذا التجهيل لا يعرفون تعز ولا يدركون أهميتها وأهمية موقعها الجغرافي.
هذا التجهيل كان سببه الرئيسي نخبة تعز التي كل تفكيرها كيف توصل إلى مراكز صناعة القرار أو تخترق الأحزاب أو تحقق ثروة أو تحصل على اللجوء في الخارج.
هذه النخبة صورت لأبناء تعز أن حياتهم مرتبطة بصنعاء أو عدن فقط، واستخدمت في سبيل ذلك شعارات وطنية وقومية مخادعة وكاذبة تسببت في كارثة لهذه المحافظة.
لم يقولوا لهم: إن مستقبل تعز في ما تملكه من مساحات واسعة وسواحل تعد من أهم السواحل في المنطقة، وهي السواحل الممتدة من باب المندب إلى قرب محافظة الحديدة.
لم يعرفوهم بأهمية مدينة المخا ومينائها وكيف كانت المدينة التجارية الرائدة على مستوى المنطقة.
لم يزرعوا الثقة في نفوس أبناء تعز للدفاع عن محافظتهم، وشتتوهم بين صنعاء وعدن والقدس وابوظبي والرياض.
كم مسؤولين صف أول وكم إعلاميين وكم نشطاء وكم قنوات يسيطر عليها نشطاء تعز، ولم يقدموا شيئا لمحافظتهم غير الموت والحصار والتشرد والنزوح؟
بينما هذه النخبة في الخارج تنعم برغد العيش..
من المعيب أن تسير تعز بمسيرة راجلة حافية القدمين إلى صنعاء لإسقاط نظام علي عبدالله صالح، ولا تتحرك لفك حصار خانق يفتك بالسكان لأكثر من 8 سنوات.
ايش دور محور تعز مثلاً في فتح الطرقات ووقف العربدة الحوثية!
المحور صار همه التخطيط لإرسال كتائب الموت والمفخخات إلى عدن من منطقة التربة التي سيطر عليها عقب اغتيال الحمادي!
لم نسمع ناشطا من تعز تحدث عن خطورة ما يحدث في التربة وعن خطورة سيطرة التنظيمات الإرهابية على محافظتهم، وإن تحدث أحد بذلك صنفوه معاديا لتعز ومناطقيا وعنصريا!
مع يقيني أن هناك نشطاء من أبناء تعز يملكون تفكيرا راقيا جداً، لكنهم همشوا عمداً ويتم تصنيفهم وتهديدهم وتخويفهم من قبل النخبة الإعلامية والعسكرية التي تسيطر على المدينة.
ونصيحتي لكل أبناء تعز إن أردتم الخلاص من الحوثي ومن أي قوة ستأتي بعده لإذلال محافظتكم رددوا شعار تعز أولاً واجعلوه واقعا، علموه لأبنائكم ونسائكم وعرفوهم بمحافظتهم واعتزوا بها، ما لم ستظلون في نفس الدوامة مع الحوثي أو غيره.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك