بكل أمانة حين صبت الجماعات الدينية الزائفة في اليمن جل اهتماماتها على الطرابيل السود تحديدًا، وهمشت جانب التعليم من علوم إنسانية ودراسات اجتماعية خاصة بظواهر الفقر والفساد الإداري والمالي حتى من أوساط رجال الدين.. كانت الكارثة.
ومنحت أصحاب الموضة والخياطين فرصة للعمل على الماكينات وابتكار التشكيلات والموديلات التي لا تعي أن حرارة الصيف مهلكة.
اليوم نساء وبنات عدن والحديدة وتهامة وتعز يمتن من الحر الشديد، لكن في الغالب تجدهن متمسكات بالطرابيل يعتقدن أنهن في حال كشفن عن وجوههن وسحناتهن لن يدخلن الجنة..!
فيما الذين ابتدعوا تلك الفتاوى وظنوا أنهم إذا كانوا مخطئين فلهم أجر وان أصابوا لهم اجران.. هم ونساؤهم يعيشون تحت التكييف وفي أرقى البيوت والغرف والمساحات الخضراء، وباقي نساء اليمن اليتيمات الأرامل النازحات المنكسرات يعشن في وحشة لا ماء نقي ولا مأوى ولا خدمات ولا طعام.
ثم جاءت جماعة الحوثي لتكمل نفس المسيرة بنفس الطريقة وذات الفساد والثراء والشعارات والبهرج والطيرمانات وزادوا عليها تصنيفات سلالية ومناطقية.. وكلها مسارات سياسية الغرض منها تدجين هذا الكائن الذي كرمه الله بالعقل وخلقه في أحسن صورة مش في أحسن لثام وبالطو.
هذه الطرابيل التي نكبتنا بها التيارات الدينية المتأسلمة خاصة مع بداية الانتخابات عام 90 وقيام الوحدة، لا تليق بامرأة مكرمة تتحمل كامل المسؤولية أم واخت وزوجة.
لأصحاب الفتاوى عودوا بنسائكم وعيشوا هذا الصيف كي تعرفوا كم انتم كذابون.
إذا كان الدين يقول إن امرأة تلبس البالطو الأسود مع اللثام في جو درجة حرارته 40 إلى 45 فلا حاجة للناس به، الدين منكم براء.
أعرف أن هناك من سيقول إنني على طريق الإلحاد. اقول له انا ودون تزكية أتعبد الله أكثر منك واعرف حلاله من حرامه، لو بيدي لمنعت هذه المهزلة.
التفتوا لقضايا الناس لأولوياتهم لما يجعلهم معززين مكرمين. اللباس ثقافة وعادات فلا تحولوه إلى كهف مظلم.. ولا تزايدوا على الحشمة في البالطو هذه من بنات أفكار المأذونين أما الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكان رحمة للعالمين (وإنك لعلى خلق عظيم).
والله المستعان.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك