نبيل الصوفي
الشمال المُعقّد والمشروع الحداثي المطلوب
ابن وصاب وريمة وشرعب وعتمة، مثلاً، كل الأمور عنده واحدة، تهاجم الهاشمي أو الزيدي كله عنده واحد، قبيلي وإلا فقيه.
وبنفس الوقت يحضر المولد ويتبرك بـ"سيدنا" حق بلاده، الذي عمره ما تزعم حزباً ولا خدم سلطة ولا مسك سلاحاً من أساسه، ليس لأنه هاشمي، بل لأنه "ذو علم وصلاح"، ومن انطبقت عليه هذه الشروط صار هو "سيدنا".
ويدرك أن معتقد جدته ومعتقد فقيه القرية واحد، فهم جميعاً يكفرون بـ"الولاية" ويصلّون على الصحابة أجمعين، ويرون التشيع كـ"الكفر".
يحبون "علي" ويلعنون من سيشتم معاوية، أما أبوبكر وعمر وعثمان فهم الخلفاء الذين سبقوا عليا في خلافة النبي، وكلهم من المبشرين بالجنة، ليسوا روافض ولا نواصب.
وللعلم، هذه المناطق عانت من تعسف القبائل الشمالية التي كانت تنهب وتتفيد سواءً باسم "الإمامة" أو باسم "الجمهورية".
نحن بحاجة لمشروع حداثي، يفهم الواقع كما هو ثم يقفز فوق كل هذه الألغام، وينجز جملة وطنية لهذا الشمال المعقد.. أما مشروع يرجع للماضي كي يصلح فيه، سيغرق في الماضي ولن يصل للحاضر أبداً.