ماجد زايد
عروض الحوثي الاستفزازية.. نحن من يدفع الثمن!
بدأت أزمة مشتقات نفطية في صنعاء وبقية محافظاتها.
لقد توقعت حدوث هذا بالفعل عندما شاهدت العرض العسكري الكبير في مدينة الحديدة، وهي المدينة الخاضعة لاتفاق سياسي برعاية الأمم المتحدة، وأيّ تجاوزات أو استفزازات فيها ستدفع الطرف الآخر للقيام بردة فعل معادية، وهو ما يحدث الآن!
طرف صنعاء يدرك بأنه كاد يهزم في الحديدة، لولا اتفاق السويد، هو يعلم هذا جيدًا، وهذا ليس بسر خطير، لكنه مع هذا لا يراعي الاتفاق الذي منحه الأفضلية والانتصار.
أنا أستغرب حقًا من هذه العروضات غير المجدية، عروضات يمكن إجراؤها في أماكن أخرى، أما مبرر أحقيتهم في أرضهم ووطنهم، فالآخرون أيضًا ينتمون لهذه الأرض وهذا الوطن، وهما ذات الجغرافيا التي جمعتهم معًا بغرض الاتفاق الذي تم.
لهذا لا شأن لأي طرف خارجي بما جرى ويجري، ومن ناحية منفصلة، جميعنا نعلم بأن طرف صنعاء يحاول فرض سلطته كأمر واقع على المحيط الخليجي، يريدهم أن يتقبلوه كمستقبل سياسي وسلطوي، ولكنه يستخدم لأجل هذا أساليب مستفزة وخطابية واستعراضية، يريد أن يرهبهم ليقبلوا به، ولو تقبلوه فعلًا لتعامل معهم بمثابة الجار للآخر، بلا عروضات أو خطابات أو تهديدات.
أكاد أجزم بهذا، لكننا نحن من يدفع الثمن في كل مرة، وهو ما يجري الآن.
لقد تمادت بنا المعاناة والحياة المتقطعة، وما زال رهابها يلاحقنا ويحاصرنا كأزمات ومكائد واستفزازات، ودون هذا لا جديد في حياتنا سوى رسائل مجانية إلى هواتفنا، رسائل تبشرنا بأن أزمة النفط قد بدأت، وحصار المستشقات النفطية قد عُرف وانتشر.
رسائل من شأنها أن تغير شكل حياتنا في نصف ساعة.
لهذا تنطفئ محطات البترول وتغلق أبوابها حتى وإن كانت خزاناتها مليئة بالمواد، وتعود الشوارع مجددًا لاحتضان سوقها السوداء.
مرحبًا بكم، لقد طال بنا الغياب، هيا أسرعوا لنبيع موادنا السوداء. لهذا يصبح لكل شخص في هذه الشوارع كلها سعره الخاص، يحدده كيفما شاء، كأنه دولة برأسه وبضاعته، كأنه التاجر السلطان بعمامته وأرباحه، ونحن ماذا نفعل؟!
لا شيء آخر عدا ضرورة التعايش مع كل هذا الخراب والضياع!
أزمة مباركة يا أصدقاء..
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك