مصطفى النعمان

مصطفى النعمان

تابعنى على

طائفية الحوثي وعجز وفشل الشرعية

Sunday 02 April 2023 الساعة 01:16 pm

لا يدور في مخيلتي أن عاقلا ذا ضمير يستطيع أخلاقيا تمجيد يوم اندلعت فيه الحرب داخل بلاده! 

‏لكن اليمن ابتلي بطبقة سياسية فاسدة ماليا وإنسانيا وعديمة الانتماء لوطنها، لا تخجل من أن تبرر كل سوء وقتل ودمار.

‏اللهم ارحم كل روح أزهقتها الحرب.

*   *   *

‏أقحم الحوثي البلد في صراع مذهبي وفجر قبورا قد توارت، ولما فشل خصومه في دحره عسكريا وسياسيا انزلقوا بسرعة مذهلة نحو  

هاوية الطائفية والمذهبية التي جرهم إلى قاعها.

‏الكل منشغل في الانتصار لمعاوية والتأكيد على عدم أهلية الإمام علي وتناسوا الفقر والجوع والدماء والدمار.

*   *   *

المعجبون برئيس وأعضاء مجلس القيادة يشددون على ضرورة دعم ومساندة الكيان الذي شكله الرئيس هادي في 7 أبريل.. أتمنى على أحدهم أن يشرح للناس كيف؟ 

المطلوب الجاد هو أن يدعم رئيس المجلس والأعضاء، المواطنين وأن يمارسوا عملهم من داخل البلد، وأن يتوقفوا عن ظاهرة "الزووم" التي صارت مسخرة في حقهم ومؤخرا التحقت بهم "الهيئة" ويبقى مجلسا النواب والشورى.

إلا إن كان الدعم المطلوب هو الصمت والإشادة وكيل المديح.

*   *   *

‏المضحك المبكي أن كل اجتماعات (الشرعية) حتى مع السفراء صارت تجري عبر الاتصال المرئي.

‏ومقرف حد الغثيان هذا الاستخفاف بقيم الدولة وتحقير لمعاييرها.. 

الأكثر مسخرة هو استجداء العالم لنجدة ودعم مجلس القيادة وإنقاذه من الغرق، والأقبح هو صدور هذه النداءات من فنادق الرياض وشقق القاهرة..!

*   *   *

مفهوم أن أعضاء المجلس (الرئاسي) عدا عيدروس الزبيدي، عاجزون عن التواجد في عدن.. ولكن من المعيب عدم تحرك بقية الأعضاء نحو آخر ملجأ يستقبل اليمنيين دون منٍ ولا أذى وأقصد مصر، ليحاولوا معالجة الأزمة الدبلوماسية التي سيتأثر بها المواطن اليمني. 

يعيد "المجلس" التأكيد على عجزه عن تقديم أي منجز وطني أو خدمي مما يجعلهم يستحقون اللعنات المضاعفة في هذا الشهر.

*   *  *

‏صدرت توجيهات قبل أشهر باتخاذ إجراءات لإعادة ضبط وزارة الخارجية وهذا عمل لا يستغرق أكثر من الإنهاء الفوري لكل من التحق بالسلك الدبلوماسي بالمخالفة للقانون ودون أحقية ولا كفاءة. 

‏يجب إنهاء فترة كل السفراء والموظفين في الخارج دون استثناء ومحاباة وتبريرات غبية.

*   *  *

في 4 ديسمبر 2022 ظن الناس أن المجلس (الرئاسي) والحكومة (الشرعية) جادون في تفعيل القوانين واللوائح والالتزام بالمعايير الأخلاقية في التوظيف.. لم يكن الأمر أكثر من محاولة بائسة لامتصاص غضب وحنق الرأي العام.

‏ورحم الله النباش الأول.

*   *  *

‏مرة أخرى أقول: إن مبدأ تبادل أسرى محتجزين مختطفين معتقلين يحملون جميعا حق المواطنة المتساوية هو المؤشر الفاضح على مدى الانحطاط الأخلاقي الذي تخلفه الحرب في اليمن وستبقى آثاره معنا لعقود طويلة.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك