اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي بتعز مؤيد سعيد حميدي وهو إردني الجنسية في مدينة التربة، يأتي بعد فترة وجيزة من موافقة المنظمات الدولية على فتح مكتب رسمي لها في تعز.
ونتيجة هذا الفعل أوقفت الأمم المتحدة جميع أنشطتها الإنسانية في تعز.
وهذا الفعل هو نتيجة طبيعية لحملات التحريض والتشويه لعمل هذه المنظمات من قبل جماعات التطرف بكل تنوعها (الحاكمة والمتحكمة) في تعز.
عندما يكتب على جدار السلطة المحلية في التربة عبارة (المنظمات دعارة) عندما تسمع مآذن المساجد في التربة وتعز وهي تحرض وتهاجم بأقبح وأوسخ العبارات المنظمات الدولية، لا يتطلب الأمر منا البحث كثيرا عن القاتل والفاعل، فالقاتل والمحرض هو جزء فاعل في منظومة حاكمة وبيئة تشجع وتدعم مثل هذا الفعل والتحريض.
افتحوا عيونكم لما يكتب على الجدران وما ينطلق من المآذن، يجب أن نسمي الأشياء كما هي بلا تنميق أو تنسيق أو حذلقة، القاتل هم كهنة التحريض والذين تقف خلفهم كتلة منغلقة متطرفة يعرفها التعزيون جيدا، وهي كالعادة تقتل القتيل وتمشي في جنازته.
وهذه الجماعات المتطرفة -للأسف- هي المسيطرة والمتحكمة في الأمن والجيش والمخابرات وبالتالي هي المسؤولة عن كل جريمة تحدث.
لم يعد مقبولا الهروب أو التنصل من هذه المسؤولية.
قبل ثلاث سنوات قلت إن تعز أقرب ما تكون إلى طورا بورا، تعز فقدت عبقريتها، يقولون "المنظمات دعارة"، ولكنهم لا يمانعون أن تكون أسماؤهم في كشوفات وقوائم المنظمات المانحة التي تقدم الدعم!!!، يقولون "المنظمات دعارة" ولكنهم لا يمانعون أن تكون أخواتهم أو زوجاتهم أو قريباتهم يعملن في هذه المنظمات.
هناك ازدواجية في التفكير وتقية في الموقف والفعل.
فرؤية هذه الجماعات تقول حيثما تكون المصلحة هي تكون حتى لو كانت تلك المصلحة في مرقص أو بار للدعارة والقمار.
من يحكم تعز هي تلك العقلية التي قذفت وشتمت عبر مآذن المساجد ومنصات ومواقع التواصل التابعة لها الدكتورة ألفت الدبعي وقالت فيها ما لا يُقال وهي تناضل من أجل رفع قيمة المرأة وإعلاء شأنها في المجتمع.
في مثل هذه الجماعات لا تختلف فيها عقلية دكتور الجامعة عن عقلية الإنسان العادي، ولا تختلف فيها عقلية من يحلق شنبه ويلبس الكرافتة عن من يرتدي المشدة والمعوز ويطيل لحيته حتى السرة، لأنه ببساطة ما يجمع كل هؤلاء هو محتوى أدمغتهم المشحونة تطرفا ورفضا للآخر المختلف.
هم متدينون جدا، لكنهم فاسدون جدا.. وهم ساجدون عابدون جدا، لكنهم محترفون في القتل جدا، يقتلون بإيمان شديد جدا وينكرون أفعالهم بذات الإيمان القوي جدا.
قبل أكثر من عام كتبت عدة مقالات أحدها بعنوان (إمارة تعز الإسلامية) وآخر بعنوان (تعز مدينة متوحشة) وثالث قلت فيه (أجزم أن تعز لن تتعافى إلا في حالة واحدة وهي تغيير رؤوس كل الأجهزة الأمنية والعسكرية، عدا هذا ستبقى قوى الإعاقة والمعاوقة قائمة في وجه أي مشروع يعيد لتعز مدنيتها ودورها الرائد).
ختاما أقول:
لا تذهبوا بعيدا وركزوا جيدا أن يوم الاغتيال تم في يوم جمعة وهذا يوم مبارك للذبح في ذهنية جماعة التطرف.!!!