لؤي ناصر
الشهيد السيد.. أيقونة الاستبسال الذي جرع الإرهاب الهزائم
"الغاية تبرر الوسيلة".. بهذه المقولة التي تنسب للسياسي الإيطالي ميكافيللي، تتمسك الكثير من الأنظمة والتنظيمات والجماعات والأحزاب في منطقتنا العربية عموماً، وفي اليمن بشكل خاص كما تظهره الأحداث من خلال التحالفات الظاهرة أو السرية والتخادم الجلي بين مثلث الشر المتمثل في جماعتي الحوثي والإخوان، وتنظيم القاعدة، برغم كل التناقضات المذهبية والسياسية في هذا التحالف الشيطاني.
فالتنسيق عالي المستوى والتبادل في الأدوار وتنفيذ المهام يؤكد بما لا يدع للشك واحدية الهدف لديهم في استهداف المحافظات المحررة خصوصاً تلك الواقعة خارج سيطرة وسلطة الإخوان والحوثيين، وما نراه من تناغم في تبني الحملات الإعلامية واستهداف الشخصيات الأمنية والعسكرية وحتى الإعلامية المناهضة لمخطط الحوثي والرافضة لتسلط الإخوان وفسادهم، خير دليل على مستوى التخادم القائم واستخدام تنظيم القاعدة لتنفيذ مهام الاغتيال وزعزعة الأمن وفقاً لاتفاق بين تلك المكونات، حيت يؤمن الحوثي الملاذ الآمن والدعم اللوجستي بالتسليح والمهارات، ويقدم الإخوان الدعم المالي والتجنيد العقائدي لتنظيم القاعدة مقابل استهداف من يشكل خطرا حقيقيا وجبهة قوية في وجه ما يصبون إليه.
إن الاستهداف الذي طال قائد الحزام الأمني الشهيد عبداللطيف السيد، أيقونة البطولة والاستبسال الذي جرع الإرهابيين والمتخادمين معهم مرارة الهزائم، وما استهدافه إلا حلقة من حلقات سبقت وأحداث ستأتي لن يتوقف الإرهاب والمتخادمون معه عند هذا الحد ولن يكتفي بتحييد الشهيد السيد الذي لقنهم الدروس الموجعة من خلال سهام الشرق وما سبقها وما تلاها من مهام أمنية أضعف دور التنظيم الإرهابي في أبين وأمنت العاصمة عدن من مآسي واختلالات كانت ستتعرض لها لولا تضحيات أولئك الأشاوس أمثال الشهيد السيد وكل أفراد الفداء والاستبسال في حماية الإنسان من مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية المخلصة فعلا لله والوطن.
ولا شك أن الإرهاب الذي يتعرض له اليمن واليمنيون لا يمكن فقط حصره في تفجيرات واستهدافات القاعدة، بل وفي ألغام الحوثي التي لم تسلم منها حتى المواشي وقذائفه ومسيراته وصواريخه التي تسلمها له طهران ليفتك باليمن واليمنيين بالمقام الأول، كما لا يختلف إرهاب الحوثي والقاعدة عن إرهاب الاخوان ودمويتهم وفسادهم، ولعل أبرز وأفظع إرهاب قاموا به هو تجييرهم مؤسسات الدولة لصالحهم ولكوادرهم المتطرفة والإخفاء والقتل لكل من يعترض مشروعهم، وكذلك رغبتهم الجامحة في الاستيلاء على اليمن ومقدراته ونهب ثرواته لصالح تنظيمهم، وما نراه من حقد دفين على المحافظات الجنوبية والقيادات العسكرية والأمنية والسياسية التي ترفض سيطرة الإخوان واستئثارهم بالسلطة والثروة، وكذلك تأليبهم للرأي العام تجاه هذا المكون أو ذاك إلا دليل واضح على سعيهم التام لاستخدام كل الوسائل للوصول إلى غاياتهم، ولأجل ذلك تحالفوا سراً وعلانية وتخادموا مع الحوثيين وكانوا الفقاسة الأولى للتنظيم القاعدي الإرهابي في اليمن، وما لم يجد هذا التحالف موقفا صلبا ورجالا أحرارا يكشفونه للعالم ويتصدون له، فسوف يتمادون أكثر.
رحم الله شهداء الاستبسال من رجال الحزام الأمني الذين قضوا نحبهم في منطقة عومران بمحافظة أبين.