نبيل الصوفي
"الوازعية".. اعتزاز بالهوية والتاريخ
وجوه الناس وأسماؤها وملامح الجغرافيا في "الوازعية" تنفخ الروح في كل ادعاءات اليمن القديم.
الشيخ "بجاش عبده الجاسري" حين رزق بأولاده ما قبل 40 عاما، سمى الأول "نوح" والثاني "سبأ"، هو من مواليد الخمسينيات تقريبا، وعاد "الإمامة" تنفخ سمها الطائفي العنصري، ثم جاء وقت كانت الأحزاب تبحث عن مسمياتها شرقا وغربا، يسار أو إخوان، أما الخمينية عادها كانت ما قد وجدت، كان هذا المواطن البسيط يعتز بالهوية والتاريخ.
ومن الصدف أني بعد لقائي به بالأمس تعرف على الأستاذ "موسى".. قلت له: أسماؤكم تقول إن الوازعية إذاً هي العهد القديم.. العهد الأول الذي ندعي أننا نعرفه، وإن جمعناها مع "الحجرية" ووصلنا إلى موزع وموشج والمخا.. ستكتمل الرواية.
بعيدا عن صراعات الحذاقات بين الأحزاب وبعد 2011 وحتى اليوم، فإن هذا الشيخ يلتزم لمنطقه البسيط منذ عشرات السنين.
فمرحلة "الجمهورية" عنده لا تتجزأ، وزمن علي عبدالله صالح هو في القلب من هذا العهد الجمهوري، والمسألة ليست سياسة، بل "شعبية وطنية".
وحين طلبت منه تحية شعرية، وهو لم يكن يعرف انتماءنا ولا سألنا أصلا، أسمعنا قصيدة قالها احتفاء بأول باخرة نفط تصدرها الدولة في عهد "الصالح".
هو احتفاء بالوطن وأمنية بلوغ "المقاصد" للشعب، ليس الأمر تملقا للقيادة، فالقائل لا تعرفه القيادة ولا يسعى هو لذلك.
هو منتمٍ للأصل، للوطن.. قبل القيادة وبعدها.
قبل الأحزاب وبعدها..
وقد عرفت الآن -يا نوح الجاسري- مصدر هذا الحضور في شخصياتكم، أنت وسبأ، فأنتم أبناء هذا الرجل الكبير، وإن اختلفت الاتجاهات.
أياما قضيتها في الوازعية، أعادت لي بعض الروح.. ودفعة إيمان بعظمة هذا الوطن.