أدونيس الدخيني

أدونيس الدخيني

تابعنى على

"فلسطين" وبازار المزايدة الحوثية

Sunday 26 November 2023 الساعة 10:56 am

تتحدث ميليشيات الأجير عبدالملك الحوثي بحماس كما لو أنها قد غيرت صورة المشهد العسكري على الأراضي الفلسطينية. 

ترسل طائرة مسيرة تسقط في البحر الأحمر إن عبرت الأراضي اليمنية، وسلسلة رسائل تطالب المواطنين الذين تنهب رواتبهم منذ ثمانية أعوام، مطالبة إياهم بدفع الأموال لميليشياته. 

يجبي المواطن الذي قد سطا على كل شيء له أو يخدمه.

باسم القضية الفلسطينية قتل الحوثي عشرات الآلاف من اليمنيين، وشرد الملايين، نهب حقوق الناس، ودمر مؤسسات الدولة وخلق معاناة لا مثيل لها ما زالت مستمرة حتى اليوم.

لم يسلم من أذيته أحد في مختلف المناطق اليمنية، ويكثف الآن حضوره في بازار المزايدة، إلى جانب حزب الله الذي كان قد دخل قبل أسابيع ويواصل قصف عمود اتصالات على الحدود للأسبوع الثالث على التوالي.

لا يخوض المعركة الحقيقية سوى الفلسطيني الذي يدافع عن بلاده والحصول على حقه، ووحده من يقدم أسمى التضحيات في مواجهة احتلال يرتكب أبشع الجرائم. 

وقد يكون اليمني أكثر من يدرك مدى هذه البشاعة باعتبار أنه قد اكتوى بمثلها على يد ميليشيات الحوثي مرتزقة إيران في اليمن.

*   *   *

في الأخير، إشادة حركة حماس بميليشيات الحوثي لم تكن جديدة. 

على مدى السنوات الماضية كانت قيادة الحركة ذاتها تتناوب على قناة المسيرة، مشيدة بحرب مرتزقة إيران على الشعب اليمني. 

هذا الشعب ذاته الذي ناصر القضية الفلسطينية ولا يزال من قبل أن تولد حماس وميليشيات الحوثي مجتمعة.

ولم يطلب أي يمني من حماس موقفا متضامنا مع الشعب اليمني الذي سفك الحوثي دمه ببشاعة في كل فرصة وجدها أمامه تماماً كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي بالمدنيين الأبرياء في قطاع غزة وكل المدن الفلسطينية.

 كان عليها أن تلتزم الحياد، ذاك موقف كان اليمني المتضامن دوماً مع القضية الفلسطينية سيحترمها. 

لكنها كانت وما زالت تشيد بمن يرتكب الجرائم كما الاحتلال الإسرائيلي، لتقدم المجرم بطلاً.

على رقبة الحوثي، دماء عشرات الآلاف من الأطفال والنساء.

 قتلهم بالقصف، والقنص، والألغام، والطيران المسير. 

وغير ذلك، عانت تعز كما غزة من الحصار الذي يفرضه الأجير الحوثي منذ تسع سنوات، وهو الأجير ذاته الذي تشيد به حماس. 

المواطن المحاصر في تعز هو متضامن مع غزة بكل صدق، وحماس تشيد بمن يحاصره؟ 

يتضامن اليمني مع الجميع، وفي محنته لا يجد ذلك. 

تطور الأمر إلى إشادة بالجلاد كما فعلت حركة حماس. 

يسهر اليمني حتى الفجر وهو يتابع أخبار العدوان الإسرائيلي على غزة، وقعت ذات مرة مجزرة فجراً فنزل الناس في تعز المحاصرة يتظاهرون في نفس اللحظة، وردت حماس على ذلك بالإشادة بمن يحاصرهم..!

لماذا كل هذا؟ 

لا يمكن لأي يمني أن يتسامح مع من لا يحترم قضيته، مع من يشيد بقاتله. 

كما لدى الفلسطيني قضية، لدى اليمني أيضا قضية يكافح من أجل انتصارها منذ تسعة أعوام، ويقدم أسمى التضحيات دفاعاً عن بلاده في وجه مرتزقة إيران.

ولم تختلف بشاعة الحوثي وهو يمارس جرائمه على اليمنيين عن بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.

 دم اليمنيين ليس رخيصا، وقضيته تستحق الاحترام والتضامن، لا الإشادة بالأجير الذي ارتكب كل الجرائم، ضد شعب بأكمله.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك