نبيل الصوفي
عن الشرعية ولوبي المصالح الإقليمية داخل أمريكا
كل من ترون أنه يناصر الحوثي اليوم بدعوى أنه وطني ضد أمريكا، هو يعبر عن حالة إحباط عميقة من حملة المعركة الوطنية ضد الحوثي. يئس الناس من إصلاح الشرعية، فألقوا بأنفسهم في بحر متلاطم كل يوم يقفون مع جهة أو يلتقطون فكرة أو يقودهم النقاش العام للحاصل. هل تصدقون أنه منذ صدر قرار دولي ضد الحوثي أول من أمس وحتى ظهر الجمعة التي شهدت قصفاً دولياً لأسلحة إيران التي قتلت اليمنيين برضى دولي خلال سنوات.. لم يصدر عن الشرعية أي موقف. لم يقولوا أي شيء.. أي شيء. حتى أمريكا لا تريدهم معها، والحوثي طبعاً يراهم هم إسرائيل وأمريكا من 25 سنة وليس من اليوم، من وعاد أمريكا تراه أقلية يجب دعمها.. لا أحد يريدهم معه، فقط نريد منهم موقفاً وطنياً متزناً يقول لليمنيين: نحن هنا، قفوا معنا، الحوثي يقاتلكم من 25 سنة، لم يبدأ قتال اليمنيين من غزة ولا هو قادر على قتال أمريكا أصلاً.. هو يقتلكم أنتم ويسبب على بلدكم الحروب والويلات.. ونحن أولى بتأديب ابننا العاق والفاجر هذا.. لو سمع الناس صوتاً للشرعية واستعادوا ثقتهم بها لن تجد مع الحوثي أحداً من هؤلاء. لقد كنا قبل سنوات مثل هؤلاء.. مغلق علينا، محاطين بالمخاوف والإحباط.. لا نرى طرفاً يستحق الثقة.. تقودنا عواطف اللحظة الغريزية في مواجهة الحروب. واليوم هم يقفون موقفنا الذي كان أصلاً على شفا جرف هار فانهار بنا، ولا يصح أن نبادلهم ملاطمة العميان السابقة.
إعادة بناء الجبهة الوطنية ضد الحروب باليمن وفي اليمن، ستساند الناس نفسياً أولاً..
**
الطرف الوحيد الذي لن يغير دفاعه المصلحي عن الحوثي هو لوبي المصالح الإقليمية داخل أمريكا، اللوبي الذي لا يكترث لليمن ولا يحترم اليمنيين، ويقف مع الحوثي لتقديرات صراع إقليمي عربي عربي. فهو الطرف الوحيد الذي تحميه أمريكا أصلاً، الدولة العظمى بالقانون. أما غير ذلك، فكل الأطراف الدولية من منظمات وحتى دول خدمت الحوثي سنوات، ستوقف الضربات الدولية دورها مع الحوثي. قد تحاول قطر وعمان، لأسباب تتعلق بأدوارهما ورؤيتهما، ترميم التمثال الذي تهشم بضربات فجر اليوم، لكن تأثير ضربات الفجر أقوى في ميدان النقاش الدولي. لأول مرة، سيرتبك الغطاء الأمريكي الأوروبي الذي دعم الحوثي طيلة سنوات الحرب الماضية ضد اليمنيين. سفراء الحوثي غير الرسميين الذين يتحركون في أمريكا وأوروبا ومنظماتها هم الضحية الأولى للتصعيد الحوثي غير الواعي مع العالم.