نبيل الصوفي
أذرع إيران.. عنتريات فارغة تقود للهزيمة
تنفذ إسرائيل جدولها الأمني والعسكري يوميا.
تفوقها الكبير يمنحها حرية الحركة في كل البلدان التي تسيطر عليها الخمينية.
باستثناء اليمن، التي لا يزال شأنها مرهونا بقرار أمريكي بريطاني، لا يزال يقول لإسرائيل: اليمن ليست خطرا، فطهران تستخدمه فقط في محاولة لإبعاد الخطر الإسرائيلي الحاسم في لبنان وسوريا والعراق وإيران نفسها.
وحده المقاوم الوطني من كسر إسرائيل في بلادنا وليس داخل إسرائيل.
في لبنان انتصر المقاوم الوطني الذي كان يسمى المقاومة الإسلامية وحرر الجنوب قبل أن يتحول حزب الله إلى مشروع سياسي أسقط بيروت في الوحل، وها هو يختبئ كجرذ خوفا من البطش الإسرائيلي.
وفي فلسطين، امتلأ العالم تضامنا مع بطولات المقاوم الفلسطيني قبل أن تخطفه إيران وتحوله مجرد جندي في معاركها.
نجح حزب الله حين كان لبنانيا تدعمه إيران، وسقط حين أصبح إيرانيا يحكم لبنان.
وصمدت حماس بعيدة عن ملالي الخميني، وارتكبت أكبر حماقة أهلكت شعبها حين قطرت نفسها بالحرس الثوري.
وظلت سوريا محمية بوطنيتها وقوميتها، لكنها اليوم كالعراق عاجزة عن أي فعل بعد أن غرست كلاب الحرس الثوري أنيابها فيها، فصارت مباحة للإسرائيليين يعيثون فيها الخراب، حتى الحرس الثوري عاجز عن حماية نفسه من إسرائيل في بغداد وفي دمشق.
ووسط هذه الوقائع.. لا تملك إيران إلا التحريض ضد الدول العربية التي تتصرف وفق حدود الممكن، رافضة هكذا معارك تقود إلى الهزيمة أمام عدو جامح ودولة بنيت بمنهجية حديثة تقنيا، مهما كان كرهنا لها لكننا لا نمتلك أي عامل من عوامل قوتها.
هذه وقائع لا مجال أمامها للعنتريات الفارغة.
الحوثي يرى نفسه زعيما عربيا، يهين القيادات العربية في خطبه التحريضية وهو يعيش في الدرك الأسفل من شروط القوة الوطنية، مجرد عميل إيراني لا يتحمل أي مسئولية أمام اليمن ومصالحها ومخاوفها وعوامل قوتها.
تنفخ إيران عبدالملك باسم اليمن أمام الثور الإسرائيلي، على أمل أن تنشغل به تل أبيب وتترك طهران وتوابعها القريبة بعيدا عن الحرب الشاملة، ثم تعود لتنفخه من أجل مزيد من الضغط على الدول العربية تحريضا ضد نظمها وقياداتها، كفرص أخرى للنجاة بعيدا عن محيط إسرائيل، في مقامرات لا تنتهي.
ومع كل يوم جديد تقتل إسرائيل قيادات الحرس الثوري في كل مكان، في إيران والعراق وسوريا ولبنان.
وقد يسقط اليمين الإسرائيلي حكومته الحالية، بحثا عن انتصارات أكبر، وسيأتي برئيس وزراء جديد غير نتنياهو، في مرحلة جديدة تملك فيه إسرائيل كل عوامل القوة وتتحرك بكل دوافع الخوف كالثور الهائج.
وفي المقابل، عالم عربي منقسم، وحرس ثوري إيراني لا يقدر على إسرائيل ولكنه يشغلها كل يوم يقدم لها قربانا عربيا جديدا.