جميل الصامت
سيحاسبهم الله إن أطلقوا الرواتب أو كفوا عن قتل العباد؟!
يحشرون العوام إلى ساحات الاستعراض جبراً لتأييد خداعهم ومتاجرتهم المفضوحة بقضية الأمة.
بأمعاء خاوية يطلقون الصراخات مرددين وراء جلاديهم وناهبي قوت أطفالهم.
من يمنع عن الناس حقوقهم ويصادر رواتبهم ويقطع طرقهم ويدمر مستقبل بلد بحاله أنى له أن ينتصر لقضية..؟
الحوثيون يزعمون أن الشعب اليمني يقف خلفهم صارخا، ومع ذلك يرون انهم لا يستحقون المساواة في العيش مع الطبقة المستأثرة بالموارد الوفيرة، فلا يستحق الصارخون العيش الكريم باطلاق المرتبات او فتح الطرقات او تحسين طفيف في الخدمات، كل ما يستحقونه هو الموت الذي يرددونه في صرخات لن تبني وطنا او تحقق إنجازا غير ما نشاهده من مآس وحمامات دم وفقر مدقع وبوار في القرار وخزي وعار بين الأمم.
نهب أموال الأمة خلال سني الحرب ومصادرة رواتب موظقي دولة وسرقة مواردها بعلة اوزار الحرب، له اساس عقدي في موروثهم الزيدي (الحوثيين) فمما يروى عن أسلافهم، واعتقده الخلف: أن الله لن يحاسبه على ما اخذ من أموال مخالفيه بل على ما ترك لهم..
ولعله في نظرهم الفقه النافع في مصادرة أموال الشوافع، الفقه الزيدي يبيح للحاكم أموال الأمة.
ومؤكد أن ذلك الفقه قد ألقى بظلاله على قضاء ورثناه على أساس ذلك، ولعلنا نسير على هديه رغم التحلل من بعض مظاهره.
في مذكرات القاضي عبدالرحمن الارياني يذكر عن والده انه رفع مظلمة اهالي يريم إلى الامام محمد حميد الدين والد الامام يحيى، حينما مر جيش الامام بيريم ضيوفا لكن سرعان ما استباحوها ونكلوا باهلها، فكان الرد من الامام يهديهم الله، وكان في ذلك شرعنة لاعمال السلب والنهب والاستباحة،
ليسير نظام الائمة على منوال ذلك.
في شهادة نقلت لاحد (المخمنين) في عهد الامام احمد في أحد قصوره بتعز حينما دخل عليه وهو يحدث احد عماله (عيد بشافعي) وكان العيد عن مقربة، كرد على مطلب احد عماله المقربين فيما يبدو حول العيد..
الرجل (المخمن) صعق من تلك الفتوى للامام لاستباحة دماء الناس وبقيت في مخيلته لينقلها خلال العهد الجمهوري الذي نزع عنه وظيفته وحرمه امتيازاته، ما يجعل شهادته اكثر صدقا، وزاد منها انه لم يكن مسيسا، ونقلها نجله في سياق غير متعمد.
السيوف في تعز مارسوا الرذيلة وارتكبوا الفاحشة، يتخطفون الغواني من الشوارع (شهادة) والمناسبة مقارنة سلوكيات عيال صالح باولاد عبدالله الاحمر، فانسحب الموقف على سيوف بيت حميد الدين.
عمليات السطو والمصادرة لاخصب الاراضي والتنكيل بالناس لاجبارهم على الخضوع والاذعان، كلها عناوين بارزة ميزت العهد الامامي البائد، وان كانت هناك اراض وعيون انتزعت باحكام قضائية ربما لاسباب تتعلق بوجود خلافات وشروخ داخل دوائر الحكم الهاشمية، فكان عادة ما يتم الانتصاف للناس نكاية، في حين كانت توظف في منحى دعائي لتجذير الحكم في مناطق تعرضت للتنكيل وقمع فيها الطموح والتطلع للمنافسة والحكم، فكان مهما ان تبرز بعض من تلك المظاهر العدلية ليظل الناس يتغنون بها على حساب حاضرهم ومستقبلهم زمنا.
ربما لم يختلف الامر كثيرا في العهد الجمهوري، اذ لم يصمد الاحتياطي النقدي للبنك المركزي اليمني كثير اثر اغتيال الرئيس ابراهيم الحمدي، فقد جرى تصفية مشروعه بدءاً بنهب الاحتياطي النقدي، وتقاسم مزرعة رصابة بين اكبر شريكي عملية الاغتيال، لتلحقها مصادرة اراضي الدولة في اكثر من محافظة وفي اكثر من موقع.
زمن صالح عرف بعصر التباب، لدرجة ان شقيقه في رضاعة السلطة علي محسن الاحمر عرف بصياد التباب الماهر والقرآن لديه اختصر حسب الرواية بسورة واحدة (تبت).
وفي عهد الحوثي وفتوحات المسيرة القرآنية، كانت الكارثة، وحلت الطامة الكبرى على البلاد الأرض والإنسان.
لتصبح اليمن موارد وامكانات مختزلة في جماعة الانصار وحدهم ليبقى بقية الشعب في خانة المهاجرين، يتلقون ويلات القتل والتنكيل،
متى التآخي بين الانصار والمهاجرين، ليصبحوا يرضعون سويا من البنك المركزي، ربما ذلك في علم الغيب...؟
من صفحة الكاتب على الفيسبوك