الواحد يستحي أن يأتي بذكر الحوثي مذكِراً، مثلاً، بالاتحاد السوفييتي وكل هيلمانه ودول الاشتراكية التي انهارت وهي تملك رؤية اجتماعية عظيمة غيرت وجه التاريخ ومنحت الإنسانية وقواها البسيطة فرصة سادت وتديولت، لكن سلطاتها أسقطت فكرتها بالشمولية والقمع.
الحوثية عبارة عن ضحالة عقلية وتشوه أخلاقي ليس فيه دين ولا دنيا، ومن المخجل مقارنتها بأي تجربة ولا حتى تجربة الحشاشين.
لا يشبه الحوثيون أي أداة إيرانية أخرى، فحزب الله -مثلاً- انتشل جنوباً كانت تضطهده الأطراف الوطنية اللبنانية، وقد سجل إعلام الدنيا كردة فعل على الإقصاء والإهانة الوطنية كيف احتفلت الضاحية بانتصار إسرائيل على قوى السيطرة على لبنان سواءً الفلسطينيين أو اللبنانيين.
والعراق عاش سقوطاً عاماً للجميع، أما اليمن فعبدالملك كل رأسماله هو انهيار قوى الجمهورية داخلياً.. فكرياً.. اجتماعياً، وجد طريقاً لا تحدي فيه سوى القدرة على إراقة الدم فانتصر، لا رؤية ولا فكرة ولا قيمة.
ومع ذلك يحشدون الأطفال في توجه الضياع العظيم، أكثر ماقد يحققه هو أنه يسقط شمالنا في توهان متطرف، شبيه بسقوط العراق مابعد داعش.
لن تقوى سلطات الحوثي نفسه على احتواء هذا العبث، لكنها ستزيد من فرص إراقة الدماء، والطارف يرى نفسه الدين عدواً للدنيا.
كيف ينام مجتمع يسلم أطفاله لسلطة تعبئ أطفاله بالخراب؟