في كل خطب قيادات السلالة الرسية في اليمن، يروجون لمشروعهم الطائفي بين البسطاء والعامة، لتبرير ضياع الدولة وخدماتها، واستئثارهم بخيراتها ووظائفها وانتشار الفقر والجوع بين اليمنيين، فيقولون إن مشروع مسيرتهم يرتكز على أربع نقاط:
1. من نحن؟: وهذا يفسرونه بأنهم أحفاد النبي وسادة المسلمين، وهم دون سواهم من أوكل الله لهم القيادة ومكنهم من الرئاسة على بقية الناس، ومن حقهم خُمس 20% ثروات الأرض، ومداخيل الناس وأرزاقهم (سيطروا على كل شيء 100% في اليمن).
2. من عدونا؟: وهذه النقطة يفسرونها أنهم أصحاب فضل من الله، لأن أعداءهم هم أمريكا وإسرائيل، أما اليمنيون في نظرهم فهم مجرد مرتزقة وخونة وعملاء وبقية التهم والشتائم المعروفة في قاموس السلالة.
3. ماذا يجب أن نفعل؟: هذه النقطة يفسرونها بأن حروبهم هي أمر من عند الله، وعلى اليمني الطاعة والصبر، ولذا يجب عليهم الإعداد لها، بتجنيد الطفل والشاب والشيخ والمرأة، وتسخير الدولة اليمنية والحياة لصالح الحرب، والجزاء سيجده اليمني في الجنة. هكذا يصورون للبسطاء فوائد حروبهم المستمرة.
4. أين يجب أن نكون؟: يفسرون هذه النقطة أن هدفهم تحرير فلسطين، وإسقاط أمريكا، ولذا فحروبهم ضد اليمنيين والعرب هي مجرد حروب أولية للتخلص من خونة الداخل للتفرغ لهذا الأمر الرباني، ومسار المسيرة ينطلق من اليمن مرورا بمكة والمدينة والأردن، لتلتحم المسيرة الهاشمية الرسية بمسيرة هواشم إيران والعراق ولبنان وبقية هواشم شبه الجزيرة العربية في ساحات هواشم سورية، وعندها سيأذن الله لهم بسيادة الأرض، كما يروجون!
وخلاصة هذا الجنون الذي يسوقونه للعامة والبسطاء: ما دام أننا عيال النبي وسادة الأرض، ونعادي أمريكا وإسرائيل، وبما أننا كنا في الجبال وصرنا في القصور، وكوننا نريد أن نستعيد مكة والمدينة ونذهب لتحرير فلسطين، إذن نحن أحق باليمن ودولته وحكومته وأمواله وبشره وحجره، وما على اليمنيين إلا القبول بنا!
شوفوا هذا الجنون؟
يعني أنهم سيظلون يحاربون إلى ما لا نهاية، وبهذه الحروب داسوا على الدولة اليمنية وعلى البشر والحجر والشجر، وضاعت حقوق الناس، وتدهورت العملة وصارت الدولة ومغانمها ورواتبها فقط لهم.
وبهذا يثبتون أنهم مجرد مشروع حرب وجنون وتدمير، ومن يسعى أو يصدق لقصص السلام مع هذه الجماعة المتطرفة فهو إما جاهل أو متجاهل. ولذا فالحوثية هي أسوأ وأبشع نسخة متطرفة بين مثيلاتها، وعلى رأسها إيران وحزب الله.
من صفحة الكاتب على إكس