أشرف المنش
مبادرات "الرايات البيضاء".. تحرير الحوثي من الضغوط!
هذه خريطة "قيود الوصول" كما يسيمها برنامج الغذاء العالمي ويظهر اللون الأحمر الطرق المقطوعة.
لا تظهر خريطة الطرق والمواصلات هذه، والتي أعدت العام الماضي وتعكس النظرة الأممية والدولية لملف الطرقات، كل الطرق التي يقطعها الحوثيون خاصة في تعز المغلقة طرقها بالكامل، وهو ملف كان يشكل مصدر قوة للشرعية التي فتحت كل الطرق من جهتها للضغط على الكهنوت لكن هذا كان عندما كان هناك مفاوضات قائمة.
طبعا الحوثي رفض فتح أي طريق وذهب من أجل إفشال أي مفاوضات تجبره علنا على فتح الطرقات الرئيسية، إلى تفريخ قضايا أخرى وتبني مبادرات (أحادية) جزئية لفتح طرقات تتوافق مع تموضعه العسكري.
مبادرات "الرايات البيضاء" التي ينخرط فيها ناشطون لفتح الطرق كانت منسقة كليا مع الحوثي وليس مبادرات فردية كما يصورها البعض والهدف تحريره من الضغوط، والجديد ليس بفتحه طرقاً هامشية تتماشى مع هواه عسكريا حتى ولو صبغت بلون دعائي شعبي لتجميل قبحه، وانما بتغير الموقف الدولي من هؤلاء الإرهابيين، مرتزقة إيران، الذين وجدوا أنفسهم وحيدين حتى بلا حليف محلي ويحاولون من باب ملف الطرقات الإيحاء للعالم أن هناك أطرفاً أخرى تساندهم.
ووسط هذا الضجيج، يفترض على أطراف الشرعية والمخلصين لمعركة التحرير عدم الانشغال والانسياق خلف أشياء لم يعد لها أي قيمة حتى إنسانيا.. اللحظة تتطلب اغتنام تغير الموقف الدولي والتحرك بمسؤولية لتفعيل مزيد من أوراق الضغط اقتصاديا لتجفف تمويل هذه العصابة وسياسيا لتشدد عزلتها وتأطير الغليان لانتفاضة داخلية منظمة مع الاستعداد لضربة عسكرية حاسمة وقاتلة لوضع حد لإنهاء دموية هذه الجماعة الإرهابية.. كونوا رجالا وخوضوا معركتكم الأخيرة بشرف وكل من موقعه.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك