محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

"الثمانية" .. من الذي حقق درجة النجاح حتى الآن ؟

منذ 6 ساعات و دقيقة

في قاعة الامتحان الوطنية يجلس ثمانية تلاميذ على مقاعدهم وأمام كل واحد منهم اوضاع في غاية التعقيد والصعوبة، وفي لحظة زمنية تعكس أهمية أن يكون أحدهم ناجحاً أو بالأحرى الجميع، نجاحهم هو انبعاث من جديد لهذه البلاد التي دمرتها الحرب، هم الثمانية التي أفرزت الحرب مواقعهم التي يتولونها الآن، مقاعد في مجلس القيادة الرئاسي، ولدى كل واحد منهم جغرافيا تخضع لسيطرته وقيادته، ويمكن بالنظر الى الواقع ان نحدد من حقق درجة نحو النجاح .

طارق صالح:

من المخا وأجزاء من الحديدة يفرض طارق صالح سيطرته منذ سنوات بعد دحر الميليشيات الحوثية منها، حقق انتصاراً باهراً كاد أن يعيد مدينة الحديدة إلى وضعها الطبيعي ضمن نطاق الجمهورية وسحب اهم موقع لمورد اقتصادي يغذي آلة الحرب الحوثية ضد المجتمع، إلا أن المجتمع الدولي في لحظة غياب عن حقيقة الحوثية كبح جماح المقاومة الوطنية من استعادة المدنية والسيطرة عليها، وفرض واقع عبر ستوكهولم لصالح الحوثية، والآن يدرك المجتمع الدولي نفسه خطيئته التي اقترفها.

بعد سنوات من التواجد في المخا وبعض مديريات الحديدة، اعاد طارق صالح إحياء تلك المناطق، فقد اتخذ مسارين، الأول عسكري وهدفه صوب صنعاء ودحر الحوثية الإرهابية، والمسار الآخر يتعلق بالتنمية الاقتصادية في المخا والمديريات الأخرى، فبين وقت لآخر تطالعنا مواقع الاخبار عن مشاريع جديدة يتم تدشينها او افتتاحها، في الكهرباء والمياه والطرقات، ولأول مرة يتم إنجاز مطار دولي في المخا، وفتح المنطقة على العالم.

في الجانب السياسي والعلاقة مع الأطراف الأخرى  في إطار الشرعية اتخذ طارق صالح نهجاً تصالحياً ومتوافقاً مع الهدف الأساسي الذي يسعى لإنجازه وهو استعادة صنعاء سلماً أو حرباً كما يعلن دوماً، واغلق الباب امام أي خلافات ماضوية تعيق هدفه، وفتح صفحة جديدة مع حزب الإصلاح وقياداته في مأرب، وكما فتح قنوات تواصل مع الانتقالي في عدن، مما عزز من حضوره السياسي والشعبي في مختلف المناطق.

طارق صالح بما حققه في المخا وما حولها من تنمية، وما أنجزه على المستوى السياسي، والتمسك بموقفه والهدف الرئيسي للمعركة وهو استعادة صنعاء، خلق لدى الكثير من أبناء المناطق التي تحت سيطرة الحوثية املاً قوياً بان معركة الخلاص قادمة لا محالة، وخاصة ان التشظي الذي لحق بجسد الشرعية والانقسام الذي أطاح بالمعركة واعادها إلى الوراء كثيراً خلق حالة من اليأس في تحرير صنعاء، ومع الوقت استعاد طارق صالح إحياء الأمل الذي ينتظر الكثير لتحقيقه.

في المقال القادم سنتناول شخص آخر من الثمانية للتقييم، وفي نهاية السلسلة نقارن من حقق درجة النجاح الوطني.