د. أمين أحمد محمود
انتقاد الإصلاح لا يبرئ الحوثي.. والصمت خيانة للشرعية!
كثيراً ما يُطرح سؤال ساذج في جوهره . لماذا تنتقد حزب الإصلاح وتكشف عن انتهاكاته وجرائمه في تعز، بينما تلتزم الصمت تجاه جرائم الحوثيين؟
هذا السؤال يتكرر كلما حاول أحد أن يمارس النقد المسؤول في مناطق سيطرة حزب الإصلاح، وكأن انتقاد الأخطاء في معسكر الشرعية يُعد خروجاً عن الصف الوطني أو انحيازاً للعدو.
الحقيقة أن النقد هنا لا ينطلق من موقع الخصومة، بل من موقع المسؤولية الوطنية. فحزب الإصلاح، مهما اختلفنا معه فقد بُلينا به كجزء من منظومة الشرعية، وشريكاً لنا في معركة استعادة الجمهورية، وهي المعركة التي لا يزال يؤمن بها ويقاتل لأجلها السواد الأعظم من كوادره.
ومن هذا المنطلق، فإن كشف الأخطاء والانتهاكات في مناطق سيطرته هو واجب أخلاقي ووطني، يهدف إلى تصحيح المسار لا تقويضه.
لقد أضرت ممارسات قيادات الحزب بصورة الشرعية، وشوهت مشروع الدولة، وأثارت الشكوك داخلياً وخارجياً حول مستقبل الحكم بعد التحرير إن ظل هؤلاء يمسكون بمفاصل القرار دون مراجعة أو محاسبة.
ولذلك، فإن النقد الصادق هو محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتنقية الصف الجمهوري من الشوائب التي أعاقت معركة التحرير وأضعفت جبهة الدولة.
أما جماعة الحوثي، فهي ليست طرفاً سياسياً يمكن نقده أو مساءلته، بل مشروع سلالي كهنوتي فاسد قائم على فكرة الاصطفاء الإلهي وإقصاء الآخرين بالغلبة والقوة .
لقد تسببت هذه الجماعة في مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، ورفعت شعار الموت شعاراً مقدساً، ما يجعل أي مقارنة بينها وبين أي مكوّن جمهوري نوعاً من العبث السياسي والأخلاقي.
إن انتقاد الإصلاح لا يعني تبرئة الحوثي، كما أن الصمت عن أخطاء الشرعية هو خيانة لجوهرها.
فالمعركة الحقيقية من أجل الجمهورية لا يمكن أن تُخاض إلا بصفّ نزيه، نظيف من الفساد والانتهاكات، قادر على أن يكون بديلاً مقنعاً لحكم ودولة
محافظ محافظة تعز السابق
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
>
