د. ياسر اليافعي

د. ياسر اليافعي

تابعنى على

طرق اليمن صارت طرقًا للموت

منذ ساعتان و 22 دقيقة

رحم الله أرواح الذين رحلوا اليوم في حادث باص النقل البري في أبين، وخالص العزاء والمواساة لأهلهم وذويهم، ونسأل الله الشفاء العاجل للجرحى.

طرق اليمن صارت طرقًا للموت. قبل شهرين، سافرتُ على الخط الدولي من عدن إلى المهرة، ورأيتُ بعيني طرقًا مهدّمة، بلا إرشادات، ولا خطوط تُحدّد المسار، حُفرٌ ومطبّاتٌ لا تنتهي… فسألتُ نفسي: ماذا لو طالت الحرب أكثر؟ ماذا يبقى من هذه الطرقات المتهالكة أصلًا؟ وكم روحًا سنودّع بسببها؟

إطالة الأزمة تعني المزيد من الفقد على الطرقات، فوق الأرصفة، داخل البيوت، وفي الشوارع، وفي الغابات والبحار. السبب الأول واحد: "الحرب" التي تُبقي الجراح مفتوحة، وتمنع أي جهد حقيقي لإصلاح ما تهدّم.

بينما العالم من حولنا يتقدّم بسرعة مذهلة في كل المجالات، ويبني طرقًا وكباري كل عام، نحن نبني المزيد من الحقد والكراهية والتحريض، وفي النهاية المزيد من الحروب، وخسارة ما تبقّى من بنية تحتية كانت أصلًا متواضعة.

من صفحة الكاتب على منصة أكس