د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

القوميون العرب. نصب تمثال خامنائي على قبر جمال عبد الناصر.!

منذ ساعة و 57 دقيقة

لا أحد يكره الحوار والتقارب، وإنهاء حالة النفور والخصومة التاريخية بين أكبر تيارين في الساحة العربية: التيار القومي بفصائله المختلفة، وتيار الإسلام السياسي ممثلا بالخصوص بجماعة "الإخوان المسلمين".

لكن ما يحدث اليوم ومنذ عقود، بين التيارين. حالة غير طبيعية ولا صحية، من السلبية والتلاشي والتماهي القومي في عباءة الجماعة الدينية، حالة أكبر من مجرد التعاون والندية والتنوع الذي قدمته قناة الجزيرة بالجمع في شاشتها بين محمد حسنين هيكل والشيخ القرضاوي.

عملت قطر وتعمل منذ عقود، وبقدراتها الإغرائية  العالية. على استقطاب نخب التيار القومي العربي، وزجها مع الإخوان في تحالفات وأنشطة مشتركة،  معلنة وغير معلنة، ولصالح الإخوان فقط، كما حدث في تحالف "المشترك في اليمن".

 لا ناقة للقومية العربية، ولا جمل، في هذه التحالفات التي تتم على حساب قيم العروبة والقومية العربية التي أرستها منذ بداية القرن الماضي عقول نقية طموحة، كمشروع لعالم عربي حديث وقوي وكبير. كـ"أمة واحدة لها رسالة خالدة".

يمكن فهم سقوط وتشظي التيار القومي العربي، بعد نكسة 1967، والكوارث والتجارب السيئة للأنظمة القومية في سوريا والعراق وليبيا، وإن كان المد القومي في أسوأ صوره، أفضل من مد الإسلام السياسي في أحسن حالاته.

لكن من الصعب فهم هذه الدرجة من سقوط الفصائل القومية، في أحضان خصومهم التاريخيين، وأكثر من ذلك في حضن إيران التي انخرطت وحلفائها، كطرف مهيمن في هذا التزاوج غير الشرعي، وبالشكل الذي تجلى في مؤتمر القوميين العرب الأخير في بيروت.!

بدا هذا المؤتمر. الذي استمعت فيه نخب قومية عربية، لخطاب شخص متخلف جاهل يتزعم جماعة كهنوتية انقلابية في اليمن، ومن قبله استماعها لخطاب حسن نصر الله في مؤتمر سابق. كما لو كان جنازة للقومية العربية، ونصب رمزي لتمثال خامنائي مرشد طهران على قبر الزعيم جمال عبد الناصر.