فيصل الصوفي
العقيدة الحوثية كما وردت في الملازم- الوثنيات(2)
إيران هي الأنموذج المثالي بالنسبة للحوثيين، ولا يهم ما إذا كان الشعب الإيراني ينتفض في العام مرة أو مرتين بسبب الفقر والبطالة، وللمطالبة بالحرية وحقوق الإنسان، وحزب الله اللبناني هو الآخر حزب مثالي، ويتعين على أتباع الحوثي أن يتحولوا إلى حزب الله، كيف؟ قال حسين بدر الدين الحوثي لأتباعه: إن الله سحب البساط من تحت أقدام اليهود ليضعه تحت أقدام محمد وآل محمد، الله نزع الملك من اليهود ليعطيه لمحمد وآل محمد، الله نزع النبوة من اليهود ليعطيها لمحمد وآل محمد- لاحظ أنه أغفل نبوة عيسى، وهذا متعمد- فمن العار على آل محمد أن يعيشوا أغبياء أمام اليهود.. يعرف اليهود أن أخطر فريق في الأمة الإسلامية عليهم هم نحن آل محمد وشيعته، ولم ينتصر عليهم إلا آل محمد وشيعتهم. وسأل أتباعه: كيف نكون حزب الله؟ ثم أجاب قائلاً: لكي نكون جديرين بأن نكون حزب الله- وسنكون حزب الله فعلا- علينا أن نصحح ولايتنا حتى نكون مع الله.. وقال إن الشيعة الأثني عشرية أو الإمامية في إيران وفي جنوب لبنان متميزون من بين العرب والمسلمين بموقفهم العالي، لأن لديهم ولاية الإمام علي، ونحن الزيدية سوف نكون جديرين بأن نكون أعظم قوة منهم، لأن ولاءنا لعلي وأهل البيت أكثر إيجابية من ولاء الشيعة الإمامية الذين لديهم شذرة فقط من شذرات ولاية علي، وهذه الشذرة هي التي أعطتهم هذا المقام العالي، فقد ألقوا بأبي بكر وعمر من فوق جنوبهم وتولوا عليا..
وعزز حسين بدر الدين الحوثي هذا الاعتقاد لدى أتباعه، من خلال الادعاء أن القرآن يوحي أنه في ميدان المواجهة مع اليهود ومع أهل الكتاب، لا تنتصر هذه الأمة إلا بتولي الإمام علي بن أبي طالب، ولن تنتصر إلا تحت قيادة أبناء محمد وعلي! وهم في هذه الحالة آل البيت الحوثي. ثم حسين اختار من السيرة النبوية ما يناسب مراده، فساق صورة من صور واقعة يوم خيبر، فقال إن الإمام علي كان يوم غزوة خيبر مصابًا بالرمد.. وقد كانت القضية في خيبر مواجهة اليهود.. حيث أرسل الرسول أبا بكر فهزم، ثم أرسل عمرا فهزم.. ثم أرسل عليا وهو أرمد، ولم يرسل آخرين أعينهم سليمة، والسبب أنه كان لابد من علي، وكانت النتيجة أن عليا هزم اليهود.. وعلى ذلك فإننا نحن الزيدية نحتاج لتولي الإمام علي، لأن توليه شرط التأهل لحزب الله، وما لم نتوله فلن يتحقق شيء للأمة، لا هداية ولا تأييد من الله، ولا حزب الله، ولذلك نقول مرارا إن من في قلبه ذرة من الولاية لأبي بكر وعمر لا يمكنه أن يهتدي إلى الطريق.. لا يمكنه أن يكون من حزب الله.. إن أبا بكر انهزم في معركة خيبر أمام اليهود، هزمه اليهود، وهزموا عمر بن الخطاب قبله! واليهود في هذا العصر هزموا شيعة أبي بكر وعمر، بالرغم من أنهم يمتلكون أفتك الأسلحة بينما اليهود قلة..على أن الرجل يلفق تلفيقا ويتكىء من الموروث على ما يخدم أهدافه، فالمعروف أن لا أبا بكر ولا عمر بن الخطاب كانا من بين المصارعين العسكريين، فقد كانت ميزتهما تختلف عن علي بن أبي طالب الذي عرف بكونه مقاتلا ماهرا.. لمن شاء التوسع حول هذا الموضوع، يمكنه الإطلاع على ملازم حسين بدر الدين الحوثي، وخاصة ملزمة بعنوان: مسؤولية آل البيت، ص 2- وهي تحتوي محاضرة ألقاها حسين بدر الدين الحوثي على أتباعه يوم 21 ديسمبر 2002 وملزمة بعنوان: دروس من هدي القرآن- سورة المائدة- الدرس الأول، ص4، 14، 16، والملزمة تحتوي محاضرة ألقاها يوم 12 يناير 2002.. وملزمة بعنوان: دروس من هدي النبوة- سورة المائدة - الدرس الثاني- ص 3- وهي محاضرة ألقاها يوم 14 يناير 2002.