سنة أولى سياسة، من لايفرقون بين الأخطاء والخطايا.
وكأنهم استيقظوا اليوم للتو، متفاجئين بتدخل التحالف، وأخطائه التي دمرت بلداً كان يعيش الاستقرار وكامل الطمأنينة والسعادة والرفاهية.
يتجاهل هؤلاء بأن هذا التدخل للتحالف، وما نتج عنه من أخطاء كبرى وصغرى؛ليس إلا نتاجاً لخطاياهم بحق هذا البلد.. نتاجاً لفشلهم وعجزهم، نتاجاً لعمالاتهم العابرة للحدود، وأطماعهم التي استغلت جراح الوطن للمتاجرات الرخيصة، وتبني المواقف والسياسات المبتذلة، بعيداً عن أي مسؤولية وطنية، وبعيداً عن أي التزام قيمي وأخلاقي.
بغض النظر عن أي تقارير وأي مواقف دولية تدين التحالف وأخطاءه، وبغض النظر عن الأهداف لهذا.. فإنه من الطبيعي والواضح جداً، بأن التحالف الذي أقام أساطيل من الطائرات، لقصف أهداف دقيقة، تقع غالباً وسط المدن والأحياء، وتدمير ترسانة كبيرة من الأسلحة والمعسكرات والمخازن، التي كانت غالباً تقع في قلب العاصمة صنعاء، ويحارب ميدانياً لسنوات، في بيئة أكثر تعقيداً وتأزماً على المستوى السياسي والاجتماعي، في ظل صراعات سياسية واجتماعية ملتهبة منذ عقود، وجماعات إرهابية استغلت الجو، فلن يكون بريئاً من الأخطاء، مهما اختلفنا حول عظمتها ووحشيتها والمبالغة والمتاجرة بها، ومحاولة التبرير لها وإنكارها.
الإمارات والسعودية على رأس التحالف العربي، خارج أوطانها وبالقرب منها وعلى حدودها.. تخوصان معركة قومية ووطنية، تدافعان عن الأمة من خطر قومي، وعن أو طانهما، بحرب عسكرية وسياسية ودبلوماسية.. معركة قومية ووطنية، وليست طائفية ولادينية، فلا قداسة للأخطاء ولا دفاع عنها.. وإنما الاستفادة من التجارب وتصحيح الأخطاء والأسباب المؤدية لها، كما يدركون لماذا حاربوا.. يدركون أخطاءهم ومن زينوا لهم هذه الأخطاء، ويعرفون بأن انتصارهم بقدر ما تخففوا من الأخطاء واستطاعوا السيطرة عليها.. فإن هذا ما يؤهلهم لكسب المعركة سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً.
فهل الحوثي والشرعية مؤهلان، لأن يعيا خطاياهما الكبرى بحق هذا الوطن؟!!
هل من الممكن يوماً بأن يصححا ويرحما هذا الوطن المنهك من عبثهما؟!!!
لا.. لا، وألف لا.. هم الشرعية التي لايضر معها أي ذنب وأي جرم، مهما كبر وعظم، ولن تنتهي شرعيتهم حتى تنتهي الأرض ومن عليها.
هم أصحاب الولاية والقداسة والوراثة والقرآن الناطق.. تنزهوا عن الخطأ والنقص.
إلينا جميعاً.. لنرحم وطننا من كل هذا العبث.