د. عبدالوهاب طواف
الحوثي و(غزوة الروم) في شوارع صنعاء!
في مثل هذا اليوم من العام الماضي؛ وبعد استكمال الحوثة لطقوسهم الطائفية؛ وجهوا مليشياتهم "الخضراء" لغزو الروم؛ وأسفرت المعركة عن قتل المئات من اليمنيين، وعلى رأسهم الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه عارف الزوكا.
احذروهم في السلم والحرب والليل والنهار وفي الصباح والمساء؛ فلا عهد لهم ولا ذمة ولا دين.
وتأكدوا أن أي شخص يدعي انتسابه إلى رسولنا الكريم محمد (ص) ويفاخر بذلك، فاعلموا أنه زنديق وأصله من فارس؛ ويسعى لتعويض نقص يتلبسه أو يسعى لسرقة متاعكم.
قال الله: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا)..
جماعة الحوثي الإرهابية تنهب المال العام والخاص، بحجة الاحتفال بالمولد النبوي؛ فإن استجبت بمنحهم قوت عيالك، فهو المطلوب؛ وإن رفضت فمصيرك النهب والسلب والسجن.
هذه تصرفات دواعش اليمن الحوثة.
فقد نهب الحوثي مليارات الدولارات من مؤسسات الدولة؛ وسلب الناس حقوقهم ومرتباتهم، وكذلك أخذ بقية مقتنياتهم، بمبرر الاحتفال بالمولد النبوي.!
وبكل عنصرية تتعمد عناصر الحوثي زج "هو الله" في كل كتاباتهم؛ بغرض إقناع الأتباع أنه -جل جلاله- الراعي الحصري لجرائمهم.
كما يحتفلون بمولد النبي، بشعارات طائفية، وباتهامات بذيئة لخصومهم؛ وبخطابات تأله عبدالملك الحوثي، وكأن النبي بُعث فقط لإدارة عبث وأموال أدعياء النسب الهاشمي.
ومن يعتقد أن مليشيات الحوثي الإرهابية الإمامية ستظل جاثمة على شعب اليمن فهو جاهل أو متجاهل لمناخ وتضاريس عقلية وثقافة الإنسان اليمني.
فمن يضع الألغام في الطرق والأماكن العامة لا يشعر بالانتماء لتلك الأرض؛ وتأكد من قرب رحيله؛ وأيقن باستحالة عودته.
وبسبب ممارسات جماعة الحوثي الإرهابية؛ زادت نسبة الإلحاد بين الناس في اليمن؛ ووجدت وانتشرت ظاهرة التعرض بالسخرية والاستهزاء بالإمام علي وابنيه الحسن والحسين؛ رضي الله عنهم جميعاً.
فالحوثة دمروا بنية وأساسات استقرار وتعايش المجتمع اليمني.
والشعب اليمني يواجه حركة عنصرية إرهابية، تجتهد لتحويل اليمن إلى حظيرة لمتطرفي شيعة إيران. وما لم تتناسَ الأحزاب والنخب خلافاتهم "السياسية"؛ فستتحول اليمن إلى قاذف لهب؛ تستخدمه إيران لإحراق بقية دول المنطقة.
والجميع يدرك أن هناك علاقة عكسية بين السلام وجماعة الحوثي الإرهابية.. فالحوثي لن يتجه للسلام، لأن الاتجاه إلى السلام يعني موته، وفي حال إتمام عملية سلام يمنية فإن الحوثيين لا قبول لهم في الشارع اليمني فهم لا يمتلكون مشروع حياة.
وختاماً.. علينا أن نحذر من أن سعي بعض الدول لإيقاف الحرب، بمعطيات تمكن جماعة الحوثي الإرهابية من حكم اليمن، سيؤدي إلى تفكك جبهات القتال المنضوية تحت لواء الشرعية والتحالف، وتحولها إلى مجاميع تقاتل منفردة.
وهذا سيؤدي إلى دفع الصراع إلى مربع لا يصب في صالح استقرار المنطقة، الأمر يستوجب أن تتركز كل الجهود للتعجيل بالقضاء على الإرهاب الحوثي.
*سفير اليمن السابق لدی سوريا