يضحكوني الإخوان في حزب الإصلاح لما يقولوا إحنا حزب سياسي وليس لدينا أي مليشيات مسلحة!
كلامهم صحيح ألف في المائة بصراحة، وليش المغالطة والكذب؟! هم حزب سياسي لا علاقة لهم أبداً بمراقبة العورات وبالأحزمة الناسفة التي تعيد تهذيب الكفار والمشركين! كما وأنه لا يوجد في عقيدة الإخوان المسلمين وفي أدبياتهم الحزبية ما يشجع أبداً على استخدام السلاح لأي سبب كان، فهم حزب سياسي يقدس الورد، وكان شيخهم الكبير يخترع عقاقير لتطوير زراعة الورد في جامعة الإيمان!
ولا أحد ينكر، على أية حال، بأن الإصلاح من يوم تكوَّن وظهر على الساحة اليمنية وهو ينشط في أوساط المجتمع كحزب سياسي متمدن يزرع الورود ويوزعها على الناس في الشوارع والجوامع والبيوت، واليوم الذي ما فيش ورود يوزعوا على الناس المشاقر وهم خجلانين من أنفسهم مره مره!
ويكفي الورود التي وزعوها في قاعة اغتيال الشهيد جار الله عمر، والورود التي وزعوها في حادثة النهدين، والورود التي وزعوها على الجنود في العرض العسكري عشية الاحتفال بذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية سنة 2012، والورد التي وزعوها في حادثة مستشفى العرضي!
ولولا أن تهامة واقعة الآن تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، ولحج واقعة تحت "الاحتلال" الإماراتي، وإلا فإن حزب الإصلاح السياسي كان سيوزع على الناس الفُل والمشموم بشكل يومي في كل حارة وشارع وبيت كأقل واجب يقوم به حزب "سالم" تجاه مدينة تعز المسالمة!
من 2011 عموماً، وحزب الإصلاح السياسي، ما شاء الله، شغال بلا توقف ويبذل جهوداً جبارة بزراعة الورد في كل شارع من شوارع مدينة تعز، وآخر بستان ورود تم قطافه هذي الأيام وتوزيعه على الناس في المدينة المحاصرة كان باسم "الحشد الشعبي"، وباقي معاهم بوكيهات ورد كثيرة، مُخباية لعيد الأم، تحت مسميات عديدة "ورد لواء الصعاليك و"ورد تنظيم القاعدة" و"ورد كتائب حسم"، والمشكلة الحقيقية هي في أن كل المحافظين الذين تعاقبوا على تعز خلال موسم الثورة والحرب لم يكن أحدهم له علاقة بالورد لا من باب ولا من طاقة، ولا واحد منهم قدر يتعلم زراعة الورد على الأقل مثل غزوان الصغير الذي يزرع الورد في شارع جمال ويوزعه على الناس بالمجان.
الإصلاح حزب سياسي متمدن أكثر من التمدن نفسه، ومن قال بأنه حزب مليشاوي؟ الله لا قال ولا قدر ولا كتب بالدفتر؟! فلا وجود في حقيقة الحال لأي مليشيات مسلحة لهذا الحزب السياسي الكبير، وكل المسلحين الذين يتحركون داخل المدينة المحاصرة تحت عباءتهم الإخوانية ليسوا مليشيات، بل هم أفراد مرقمين في كشوف الجيش الوطني، ومعاهم رواتب ورتب وعيب نسميهم مليشيات! المليشيات الحقيقية التي ينبغي ملاحقتها وتضييق الخناق عليها هم حمود الصوفي، وشوقي هائل، وعلي المعمري، وأمين محمود، ونبيل شمسان... والواجي من بعدهم إن لم يكن من الإخوان!