صباح الخير يا جمال عبدالناصر..
صباح الدم المصري الذي زرع في الوجود اليمني وعياً وفكراً ووطناً..
علينا تذكُّر ثورة 23 يوليو شمالاً.. ومراجعة وتجنب مصادر الفشل اليمني في استثمار الدعم الكبير الذي فعله جيش عبدالناصر..
في المخا يحكي الناس كيف حرَّر هذا الجيش المدينة، وأدى دوراً ثقافياً اجتماعياً فريداً..
افتتح مركزاً ثقافياً في كل مدينة، نادياً رياضياً ومدرسة ووحدة صحية وسينما..
يحكي لي الكابتن سالم، أحد أكثر وجوه المخا مرافقة لتحولاتها الحديثة: أتذكر الضابط المصري وهو يجثو على ركبتيه يعلمنا ونحن أطفال كيف نربط رباط جزماتنا الرياضية لنشارك في أول مباريات لكرة القدم وألعاب القوى..
ساهمت مصر عبدالناصر في مسح غبار ألف سنة من التخلف الذي ظلت أكذوبة الفكرة الهاشمية تغرق اليمن في براثنه، ويحاول الحوثي اليوم إعادتنا إليه، لان نخبتنا سارت بعد مشايخ المصالح والجهالة، وبخاصة الإخوان الذين كانوا رأس حربة في إدانة كل أثر إيجابي للوجود المصري، ولاحقوه للمدارس والمناهج، وأصبحت حصة الموسيقى فسقاً، ودين التسامح تحلُّلاً، والانتماء للعصر جريمة، وتعميق إدانة أعظم جهد خدم اليمنيين مقابل إعلاء شأن الوجود العثماني، حتى صارت مناهجنا تراه فتحاً، وخطابنا يرى عبدالناصر ومصر احتلالاً..