ذهب القادة العسكريون برتبهم المبجلة وبزتهم العسكرية وبرفقة وكلاء المحافظة وكوادرها بكامل وعيهم لتكريم أوائل طلاب إحدى الجامعات الخاصة!!
هذا الفعل أثار حفيظة المواطنين والذين عبروا عنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن وجدوا أنفسهم أمام مهرجين ببزة عسكرية، وأمام سؤال واحد لا شريك له:
هل ما زال هؤلاء الأساتذة لم يصدقوا أنهم أصبحوا عقداء وعمداء في الجيش والأمن؟؟ وأن مهامهم الملحة هي تحرير المدينة وتأمينها؟ وأن المسؤولية التي تقع على عاتق وكلاء المحافظة هي الوقوف على الأوضاع المخجلة والمتردية للمدينة؟؟
في رأيي، عمل حملة نظافة يشارك فيها هؤلاء القادة العسكريون والمدنيون وعلى رأسهم المحافظ نبيل شمسان، للمدينة التي امتلأت شوارعها بالنفايات، خصوصاً شارع جمال تحديداً أمام مبنى المحافظة المؤقت، أهم من حضور حفلات الأعراس أو تكريم طلاب الجامعات الخاصة.
فراغ تام تعيشه المحافظة بعد أن عين لها محافظ لم يستمر لبضعة أسابيع في مقر عمله ليغادر بعدها إلى عدن والقاهرة تاركاً المحافظة لمن اختلسوا قرار تغيير المحافظ السابق الذي لم يفارقها وكابد المعاناة مع مواطنيه، بخلاف المحافظ نبيل، الذي غادر المحافظة وهي بأمس الحاجة لوجود من يمثل الدولة ويتلمس احتياجات المدينة المحاصرة، منشغلاً بمناسباته العائلية في أفخم فنادق القاهرة أو سفرياته غير المبررة!!
وباعتبار أن حزب الإصلاح الأقوى في المحافظة حالياً، يقودنا ذلك إلى سؤال بديهي وهو:
ما الذي يجعل حزب الإصلاح راضياً كل الرضا عن هذا المحافظ، وغير آبه بمعاناة المدينة والتي وصلت اليوم ذروتها، بعد انعدام الغاز المنزلي ليجد المواطن نفسه مرة أخرى بطوابير طويلة في أغلب الحارات يبحث عن الغاز أو عن المشتقات النفطية والمواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني إثر انقطاع الخط الوحيد والواصل بين المدينة والعاصمة عدن؟؟!
وعند المقارنة بالحملات الضخمة التي قادها الحزب عبر وسائل الإعلام التابعة له والتي سُخرت ضد المحافظ السابق، ومنها حملتهم التي طالبوا من خلالها السلطة المحلية آنذاك تسليم مبنى شركة النفط بأسرع وقت ممكن!!! والذي كانت تتخذه السلطة المحلية مقراً مؤقتاً لها.. علماً بأن مبنى المحافظة إلى اليوم ثكنة عسكرية وعلى مقربة من خط النار.
ظلوا يطالبون المحافظ بتسليم مقر المحافظة المؤقت لأسابيع عدة دون أي مبرر حقيقي..
المطلب الذي ليس له تفسير سوى أنهم طالبوه بالرحيل من تعز، أسوة بالمحافظ الذي سبقه المعمري والذي اتخذ من عدن مقره الدائم وترك تعز للوكلاء.
ومن ضمنها أيضا السخط على المحافظ السابق عندما خرج وتناول إحدى الوجبات في أحد المطاعم الشعبية لتطلق بعدها مباشرة حملة جبارة لم تتوقف وأسماء (أمين مدرة) وشتائم للمحافظ، آنذاك، طالبين منه في الظاهر تحرير المدينة وفي الباطن الاستقالة أو تسليم المحافظة من خلال العقبات والمشكلات والمظاهرات والوقفات اليومية للروابط!(أمهات المختطفين، وأمهات الجرحى، وأمهات الشهداء... و...و...) التي لم نعد نسمع بها منذ تغيير أمين محمود د!
على الرغم من أن الرجل قاد في تلك الفترة مشاريع وقرارات لمسها المواطن والتي من ضمنها: انتظام مرتبات الموظفين، واستلام المؤسسات المدنية وإخلاؤها من الثكنات العسكرية، وبسط الأمن في مناطق عدة، ورصف عدد من الشوارع المهمة...
كل هذا لم يغفر للرجل، وتم تغييره بقرار ربما لم يَعـِهِ هادي أيضاً.