تتكئ حروب الأمم والجماعات على عَقَائد مختلفة وعُقَد شتى، فهذه عقيدة وتلك عقيدة؛ وقد يغلب أيهما الأخرى دون أن تنتصر؛ لأن الظفر دائما إنما يحظى به من له حَليف من الأمل في غد مشرق، ورصيد من القيم الإنسانية، التي تجعله خادماً للمجتمع لا مُستخدماً له!
وفي زمن الحروب والفتن لا يمنّعك صِغَر الانتهاكات أن ترصدها كما هي وتتفاعل معها باهتمام، فكثير مما نراه صغيراً يكون أوْفَى تَعبير عن حال الطواغيت وملامح المستقبل في ظلهم، شريطة ألا نفسد ذلك بملصقات المشاعر وإضافات الخصومة.
فلو أن الشعوب رصدت تجاوزات الطواغيت صغاراً؛ لما تحولوا إلى فراعنةٍ كبار!
والمحللون السياسيون كثير منهم بارعون في نسج الخيالات، لا يقدمون شيئاً سوى تفسير الأحداث بَعْد وقوعها، واختلاق ما تجود به مشاعرهم من تصورات لدوافعها ومآلاتها.
لا شك أنهم معذورون إن اعتبروا تلك كهانة تحتمل الخطأ والصواب، أما أن يصدّروها كصور محسومة لكيفية تَشَكُّل الأحداث وما تؤول إليه، وفي ضوئها يطلقون الأحكام ويوالون ويعادون، فهذا نوع من العَتَه والجُنُون!
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)