محمد عزان
الشيعة وأكاذيب محشورة في قصة مقتل الحسين
في صباح العاشر من محرم 1407هـ كنت في جامع الإمام الرضا بالضاحية الجنوبية لبيروت، وكان الخطيب يروي حواراً زعم أنه دار بين الإمام الحسين وقاتِله (شمر بن ذي الجوشن)، إلى جانب حوارات درامية أخرى يرددونها كل عام لتهييج الحاضرين، مع إضافات وتحسينات سنوية تتطلبها المرحلة!
وبينما كان الحاضرون يلطمون رؤوسهم وترتفع أصواتهم بالعويل.. كنت أقول في نفسي: حقاً إنها قصّة مثيرة.. ولكن من الذي رَوَى ذلك الحوار بين القاتل والقَتِيل وبتلك الدّقة والتّفاصيل؟
في تلك الأثناء التفت إليّ صديقٌ كان بجانبي ووجدني أتطلع في الحاضرين مندهشاً ولا أشاركهم البكاء، فقال لي: مالك؟ ما معك قلب، ولا عندك عاطفة؟!
شعرت حينها بالخجل، واعتذرت له بأنني أشك في صحة تلك القصة، وأن ذلك الشك يمنعني من التفاعل!
فإذا كان القاتِل لم يرو قصة تُدِينُه، فبالتأكيد أن القتيل لم يروها، فمن الذي نَسَجها غير خيالات القُصَّاص؟!
العبرة هنا -يا صديقي- في عدة أمور، منها:
1- إن طغيان عاطفة الولاء والعَداء، والهوس بالإثارة والتجييش، لا يُفقد الإنسان حذره فقط؛ بل ورُشده أيضاً، فتراه يهذي بما لا يقبله عقل، ويقبل ما لا يُقرّه شرع أو منطق.
2️ - إن الأكاذيب التي حُشرت في قصة الحسين بغرض التّهييج والتعبئة السياسية والطائفية تشوش على ما هو صحيح منها، وتُشكك في الحقائق التي يمكن استلهام العظات والعبر منها.
3 - إن التعامل مع مأساة الحسين كمادة دعائية يستغلها الإعلام الحربي والشحن الطائفي، يُعد إساءة إلى الحسين، خصوصاً حينما يتم تحويله من مظلوم مُبتلى في ذلك الزمان إلى سَوط نِقمة يُجلد به المخالفون في هذا الزمان.
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)